الصف الأول الثانوى

النص الرابع :مصر مطلع البدور للعماد الأصفهاني (من نثر عصر الدويلات “الدولة الأيوبية”) الصف الأول الثانوى الترم الثانى

التعريف بالكاتب :

ولد محمد صفي الدين الملقب بعماد الدين في (أصفهان) ونسب إليها فقيل (الأصفهاني) سنة 519 هـ – سنة 1125م وتلقى تعليمه في المدرسة النظامية حتى أتقن فنون الأدب فصار شاعراً وأديباً وفقيها شافعي المذهب , عاصر الدولتين النورية والأيوبية ودون أحداثهما , وقد رافق صلاح الدين الأيوبي في حله وترحاله , فصار من رجاله المعدودين المشهورين , وبعد وفاة صلاح الدين لزم الأصفهاني منزله وتفرغ لتصنيف العلم حتى توفى بدمشق سنة 597 هـ – سنة 1201م تاركاً تراثاً علمياً عظيماً منه (فريدة القصر) ديوان شعر , وديوان (الرسائل) .

             تمهيد :

كان عماد الدين الأصفهاني يكتب لصلاح الدين وظل يلازمه في الشام ورحل معه ذات مرة إلى الديار المصرية فأعجب عماد الدين الأصفهاني بمصر وبجمالها وبكرم أهلها فكتب هذه الرسالة عنها واصفاً إياها بأنها منبع الخير ومقر الفضلاء وملتقى العلماء كما أشاد في هذه الرسالة بالقائد المظفر صلاح الدين الأيوبي والنص من فن الرسالة الديوانية .

 النص :    

(وأنا مُبتدئٌ بالديارِ المَصريةِ لامتزاجي بأهْلِها وابتهاجي بفضْلِها ، واطلاعي على فضَائِلِها ، واضطلاعِي بفواضلها ، ودُخُولي إليها في خدمةِ سلطانها ، وخروجي منها بشكر إحسانها ، ومقامي أترفرفُ على محاسنها ، وأترشفُ من عَذْبِها وآسِنِهَا ، وأتحلى بعقود جواهِرها ، وأتملى من سُعود زَواهرها) .

 اللغويات : 

مبتدئ : مفتتح × منتهٍ – الديار : أي البلاد م الدار ، وهي : السكن ، المنزل – امتزاجى : اختلاطى ، امتزاجي × بعدي ، انقطاعي ، انفصالي – أهلها : سكانها ج أهالٍ – ابتهاجي : سروري ، فرحي × حزني ، أساي – فضلها : مِيْزَتها ، صنيعها ، معروفها ، إحسانها ج فضول – اطلاعي : علمي ، إحاطتي ، إدراكي × جهلي – فضائلها : مزاياها ، مناقبها م فضيلة × رذائلها ، نقائصها – اضطلاعى : نهوضي ، قيامي بالأمر – فواضلها : نعمها العظيمة م فاضلة – سلطانها : حاكمها ، والمقصود : صلاح الدين ج سلاطين – شكر : عرفان بالجميل ، امتنان ، حمد × جحود ، نكران ، ذم – إحسانها : جميلها ، فضلها ، لطفها – مقامى : إقامتي – أترفرف : أتنقل ، والمقصود : أتنعم وأسعد – محاسن : م حسن × قبائح – أترفرف على محاسنها : أي أتمتع بجمالها وسحرها – أترشف أشرب متمهلاً ، أحتسي ، أتمصص – عذبها : شرابها العذب الحلو ج عِذاب ، عُذوب × آسنها ، مالحها – أسنها : يقال أسن الماء : أي تغير طعمه فلا يشرب – أتحلى : أتزين ، أتجمل – عقود : م عِقد ، وهو خيط ينظم فيه الخرز ونحوه ويعلق في العنق – أتملى : أي أستمتع ، أمعن النظر – سعود : أي نجوم م سعد – سعود زواهرها : أي نجومها المشرقة المتلالئة الجميلة م زاهرة

.      الشـرح :

يبين عماد الدين مدى عشقه لمصر وتفضيله لها على غيرها من الأمصار (البلدان) فيقول : إنني أبدأ حديثي عن البلاد المصرية الجميلة ولقد اختلطت بسكانها وعرفت مزاياها فسررت بها وأتمنى أن يمنحني الله القدرة علي شكر نعمها . ولقد أتيت مصر لأكون في خدمة السلطان صلاح الدين الأيوبي وخرجت منها وأنا شاكر حسن معاملة أهلها ، فلقد أقمت بها منعماً آكل من أحسن ما فيها وأتلذذ بالشرب متمهلاً من كل عذب وغيره ، وتحليت فيها بأفضل الجواهر واستمتعت بالنظر إلي نجومها المضيئة الجميلة .

س1 : ما أسباب حب الكاتب لمصر وأهلها ؟
جـ : لأنه نزل أرض مصر فوجدها جميلة ساحرة ، وعندما امتزج بأهلها واطلع على فضائلها ونعم ببر أهلها وعاش يأكل من خيرها الوفير ويشرب من مائها العذب ازداد يقيناً أن مصر جنة الله في أرضه .

س2 : كيف دخل الكاتب إلى مصر؟ وكيف خرج منها ؟
جـ : دخل في خدمة  السلطان صلاح الدين الأيوبي .
– وخرج منها وهو يشعر بالامتنان والشكر لمصر وأهلها .

 من مظاهر الجمال : 
 (وأنا مبتدئ بالديار المصرية) : تعبير يدل على تقدير الكاتب لمصر وأهلها وسعادته بزيارتها .

 (بالديار المصرية) : مجاز مرسل عن البلاد ، علاقته : الجزئية ، حيث عبر بـ(الديار) وأراد (البلاد) . وسر جمال المجاز : الدقة والإيجاز .

 (لامتزاجي بأهلها) : استعارة مكنية ، حيث صور الكاتب نفسه وأهل مصر بسوائل تمتزج ، وسر جمال الصورة : التوضيح ، وتوحي الصورة بمدى الألفة التي ربطت بين الكاتب وأهل مصر ، وعلاقتها بما قبلها : تعليل .

 (امتزاجي بأهلها) : كناية عن الألفة والإعجاب وشدة الاختلاط السريع مع المصريين ، وسر جمال الكناية : الإتيان بالمعنى مصحوباً بالدليل عليه في إيجاز وتجسيم . 

س1 : أيهما أجمل ؟ ولماذا ؟ (لامتزاجي بأهلها) أم (لاختلاطي بأهلها)
جـ : امتزاجي أجمل ؛ لأنها تدل علي شدة الاختلاط والمبالغة فيه لذوبانهما مع بعض فلا يمكن الفصل بينهما وكأنهما كيان واحد .

 (ابتهاجي بفضلها) : استعارة مكنية ، حيث صور الشاعر فضل مصر بإنسان يثير البهجة ، وسر جمال الصورة : التشخيص ، وتوحي بالراحة والاستمتاع بما في مصر من خير وبأهلها .

 (واطلاعي على فضائلها) : استعارة مكنية ، حيث صور الشاعر الفضائل بأشياء مادية يطلع عليها ، وسر جمال الصورة : التجسيم ، وتوحي بجمال وسحر ما في مصر .

 (فضائلها – فواضلها) :  التعبير بالجمع يفيد العموم والشمول والكثرة .

 (بشكر إحسانها) : استعارة مكنية ، حيث صور الشاعر الإحسان بإنسان بار يقدم إليه الشكر ، وسر جمال الصورة : التشخيص ، وتوحي بحسن معاملة المصريين له ، وامتنانه لعظيم لمصر وأهلها .

 (أترفرف على محاسنها) : كناية عن الاستمتاع بخيرات مصر الكثيرة ، وسر جمال الكناية : الإتيان بالمعنى مصحوباً بالدليل عليه في إيجاز وتجسيم . 

 (أترشف من عذبها وآسنها) : استعارة تصريحية ، حيث صور خيرات مصر ونعيمها بنهر عذب يشرب منه متمتعاً ، وسر جمال الصورة : توضيح حب الشاعر لمصر ورضاه عنها في جميع الأحوال.

س2 : علل : عدم توفيق الكاتب في قوله : (أترشف من عذبها وآسنها) .
جـ : تعبير لم يوفق الكاتب فيه بسبب حرصه على السجع بين (محاسنها – آسنها) ؛ فالماء الآسن هو الذي تغيرت رائحته فلا يشرب ؛ لأن النفس تعافه .

 (أتحلى بعقود جواهرها) : تشبيه ضمني ، حيث صور العمل في خدمة سلطان مصر الذي يفخر به الكاتب بالعقود والجواهر التي تتحلى وتتزين بها النساء ، وسر جمال الصورة : التوضيح . ولم يوفق الكاتب في هذا التعبير ؛ لأن التحلي بالعقود يكون للنساء وليس الرجال .

 (أتملى) : توحي بشدة الاستمتاع واستمراره ، وكأنه يكحل عينه بجمال مصر الساحر الأخاذ .

 (أترفرف – أترشف – أتحلى – أتملى) : استخدام الفعل المضارع يفيد التجدد والاستمرار واستحضار الصورة في الذهن صورة التمتع والتلذذ الكبير بمصر وخيراتها .

س3 : (دخولي – خروجي – مقامي) . ما رأيك في هذا الترتيب ؟
جـ : ترتيب زمني غير دقيق يؤخذ علي الكاتب فالترتيب المنطقي : (دخولي إليها) ثم (مقامي فيها) ثم (خروجي منها) .

س4 : استعان الكاتب في هذه الفقرة بالكثير من المحسنات . وضح . وبمَ تفسر كثرة هذه المحسنات ؟ 
جـ : بالفعل استعان الكاتب في هذه الفقرة بالكثير من المحسنات ومنها :
1- السجع ويتمثل في : (أهلها ..  فضلها .. فضائلها .. فواضلها .. سلطانها .. إحسانها .. محاسنها .. آسنها .. جواهرها .. زواهرها) ؛ ليعطي
جرساً موسيقياً محبباً للأذن .
2 – الجناس الناقص ويتمثل في :  (امتزاجي – ابتهاجي) – (اطلاعي – اضطلاعي) – (فضائلها – فواضلها) – (فضائلها – فواضلها) – (جواهرها – زواهرها) – (أتحلى – أتملى) – (عقود – سعود) ؛ ليعطي جرساً موسيقياً محبباً للأذن .
3 – الطباق ويتمثل في : (دخولي – خروجي) – (عذبها – آسنها) ؛ ليبرز
 المعنى ويوضحه ويقويه بالتضاد .
– والسبب في كثرة هذه المحسنات : أن من سمات ذلك العصر الانشغال بالمحسنات أكثر من المعنى وترتيب الأفكار .

 نقد : يؤخذ علي الكاتب التكلف الواضح في السجع في الفقرة السابقة .

** تذكر : جاءت الأساليب كلها خبرية لتقرير إعجاب الكاتب بمصر وبأهلها .

 النص :    
(ومصرُ مَرْبَعُ الفضلاء ، ومرتعُ النبلاء ، ومَطْلَعُ البدور ، وموضِعُ الصدور ، وأهلُها أذكياءُ أزْكياءُ . يَبْعُدُ مِنْ أَقْوالِهِم وأعمالِهِم العِيُّ والعَيَاءُ ، لاسِيَّمَا في هذا الزمانِ المُذّهَّبِ بدولةِ مولانا المَلِكِ الناصرِ صلاحِ الدُّنيا والدينِ ، سلطانِ الإسلامِ والمسلمينَ ، أبي المُظَفَّرِ يوسفَ بنِ أيوبَ) .
 اللغويات :  

– مربع : منزل ، مكان ج مرابع – الفضلاء : الأفاضل حسنو الخلق م الفاضل × الأراذل – مرتع : موضع التنعم ج مراتع – النبلاء : الشرفاء م النبيل × الحقراء ، الأخسة ، الوضعاء – مطلع : مكان ظهور ج مطالع – البدور : م البدر ، وهو : القمر عند التمام × الهلال ، المحاق ، والمراد : العلماء – الصدور : أفاضل الناس الذين يجلسون في صدر المجلس ، البارزون – موضع الصدور : مكان الصدارة – أذكياء : م ذكى ، وهو : سريع الفهم – أزكياء : م زكى ، وهو : طاهر النفس – العي : العجز عن التعبير × الفصاحة ، البلاغة – العياء : المرض العضال ، التعب ، العجز × الشفاء ، الصحة – الزمان : الوقت ، الحين ، والمقصود : العصر ج أزمنة – الزمان المذهب : الوقت الجميل ، العصر الذهبي ، والمقصود : الزمان الرائع – بدولة : أي عظمة – مولانا : سيدنا ج موالٍ – الملك : ولى الأمر ج ملوك – الناصر : المساعد ، المؤيد × المخذل ج أنصار ، نُصَّار – سلطان : حاكم ، والى ج سلاطين – المظفر : المنتصر .

 الشـرح :

فمصر مقام أفاضل الناس وموضع العظماء الأشراف وموطن العلم والعلماء الذين يتصدرون المجالس ، وأهلها أذكياء يفهمون سريعاً طاهرو النفوس فصحاء بلغاء يعبرون عن أنفسهم بفصاحة فلا يعجزون عن التعبير عما يريدون خاصة في زمن القائد العظيم صلاح الدين والدنيا فهو حجة الإسلام ووالى المسلمين أبو المظفر يوسف بن أيوب .

س 1 : بم مدح الكاتب مصر وأهلها ؟
جـ : مدح مصر بأنها موئل (مرجع) الرجال الفضلاء والنبلاء ، ومطلع العلوم التي أنارت الدنيا ، وأهلها أذكياء ، أطهار ، فصحاء .

س 2 : من السلطان المذكور فى العبارة؟ وما علاقة الكاتب به ؟
جـ : صلاح الدين الأيوبى .
– كان يعمل في خدمته .

 من مظاهر الجمال : 

 (مصر مربع الفضلاء) : كناية عن عظمة وسمو مصر وأهلها ، وسر جمال الكناية : الإتيان بالمعنى مصحوباً بالدليل عليه في إيجاز وتجسيم . 

 (مصر مربع الفضلاء ، ومرتع النبلاء) : محسن بديعي / سجع فيه ترصيع ، يعطي جرساً موسيقياً محبباً للأذن .

الترصيع :  هو أن تتضمن العبارة الواحدة سجعتين أو سجعات كقول الحريري : ” فهو يطبع الأسجاع بجواهر لفظه ، ويقرع الأسماع بزواجر وعظه “
 (مصر مرتع) : تشبيه بليغ ، حيث شبه الكاتب مصر بالمرعى ، وسر جمال الصورة : توضيح أن مصر مصدر الخير والنعيم .

 (مربع – مرتع) : محسن بديعي / جناس ناقص يعطي جرساً موسيقياً يطرب الأذن .

 (مصر مطلع البدور) : كناية عن سمو مكانة مصر العلمية ورفعتها فهي التي تشع بحضارتها على العالم ، وسر جمال الكناية : الإتيان بالمعنى مصحوباً بالدليل عليه في إيجاز وتجسيم  .

 (البدور) : استعارة تصريحية ، حيث صور علماء مصر بالبدور التي تنير العالم وتحميه من التخبط في ظلمات الجهل ، والتعبير بالجمع ؛ لبيان كثرة العلماء المصريين الذين يشعون بعلمهم ويهدون الآخرين . 

 (مطلع البدور ، وموضع الصدور) : محسن بديعي / سجع يعطي جرساً موسيقياً محبباً للأذن .

 (الصدور) : مجاز مرسل عن عظماء المصريين ، علاقته : الجزئية . وسر جمال المجاز : الدقة والإيجاز .

 (البدور- الصدور) : محسن بديعي / جناس ناقص يعطي جرساً موسيقياً يطرب الأذن .

 (أهلها أذكياء أزكياء) : كناية عن تقوى وصلاح وتدين المصريين ، وسر جمال الكناية : الإتيان بالمعنى مصحوباً بالدليل عليه في إيجاز وتجسيم .
 (وأهلها أذكياء أزكياء .. يبعد من أقوالهم وأعمالهم العي والعياء) : 
محسن بديعي / سجع يعطي جرساً موسيقياً يطرب الأذن .

 (أذكياء – أزكياء) : محسن بديعي / جناس ناقص يعطي جرساً موسيقياً يطرب الأذن .

 (يبعد من أقوالهم وأعمالهم العي والعياء) : استعارة مكنية فيها تصوير لأقوال وأعمال أبناء مصر بأشخاص قوية لا تتصف بالضعف أو العجز ، وسر جمال الصورة : التشخيص ، وتوحي الصورة برزانتهم وتعقلهم وفصاحتهم في كل أمورهم .

 (يبعد من أقوالهم وأعمالهم العي والعياء) : أسلوب قصر بتقديم الجار والمجرور (من أقوالهم وأعمالهمعلى الفاعل (العي والعياء) يفيد التخصيص والتوكيد . 

 (أقوالهم – أعمالهم) : محسن بديعي / طباق يبرز المعنى ويوضحه ويقويه بالتضاد .

 (أقوالهم وأعمالهم) : التعبير بالجمع يفيد العموم والشمول  ، والعطف يفيد التعدد والتنوع .  

 (العي – العياء) : محسن بديعي / طباق يبرز المعنى ويوضحه ويقويه بالتضاد .

 (لاسِيَّمَا في هذا الزمان المذهب بدولة مولانا الملك الناصر صلاح) : التعبير بـ(لاسيما) فيه تخصيص لزمن صلاح الدين بالعزة والجمال والخير .

 (هذا الزمان المذهب بدولة مولانا الملك الناصر صلاح) : استعارة مكنية ، حيث صور الزمان بثوب موشى (مزين) بالذهب ، وسر جمال الصورة : التجسيم ، وصور دولة الملك الناصر بالذهب الذي يجمل الزمان ، وتوحي الصورة بتقدم ورقي عهد الناصر صلاح الدين .

 (مولانا الملك الناصر صلاح) : تعدد الألقاب (مولانا – الملك – الناصر) يبرز التقدير والحب والإعجاب بصلاح الدين .  

س1 : علل : بدء الكاتب بـ(مولانا) قبل الملك والناصر .
جـ : وذلك لبيان طاعته وولائه المؤكد للسلطان صلاح الدين .

 (صلاح الدنيا والدين) : استعارة مكنية ، حيث صور الدنيا والدين بشخصين يصلحهما السلطان ، وسر جمال الصورة : التشخيص .

 (الدنيا والدين) : محسن بديعي / طباق يبرز المعنى ويوضحه ويقويه بالتضاد .

 (الدنيا والدين) : محسن بديعي / جناس ناقص يعطي جرساً موسيقياً يطرب الأذن .

س2 : ما رأيك فى تقديم الكاتب (الدنيا) على (الدين)؟
جـ : تكلف الكاتب فقدم (الدنيا) على (الدين) ؛ ليتحقق له السجع مع كلمة (المسلمين) وليبالغ في مدح صلاح الدين.

 (سلطان الإسلام) : استعارة مكنية ، حيث صور الإسلام بشعب له سلطان يحكمه ، وسر جمال الصورة : التشخيص ، وتوحي الصورة بمكانة صلاح الدين السامية وأهمية دوره العظيم في حماية الإسلام .

** تذكر : جاءت الأساليب كلها خبرية لتقرير إعجاب الكاتب بمصر وبأهلها وأيضاً لتقرير إعجابه وفخره بصلاح الدين .

 النص :  
(ففِي أيَامِهِ الزاهِرَة ، ودَوْلتِهِ القَاهِرَة ، أشرقَت الأرضُ بنُورِ ربِّهَا ، وهَبَّت الأرياحُ مِن مَهَبِّهَا ، ورُفِعَتْ مَعْالِمُ العَدْلِ والعِلْم ، وخضعَتْ دعائمُ الجهلِ والظلم ، واتضحَ الحقُ ، واتضعَ الباطلُ ، عزَّ العالمُ وذَلَّ الجاهلُ).

 اللغويات :

 – أيامه : أي عهده – الزاهرة : المشرقة × المظلمة ج زواهر – القاهرة : الغالبة – أشرقت : أنارت ، أضاءت × المظلمة – هبت : هاجت ، ثارت  × سكنت – الأرياح : الهواء المتحرك م الريح – مهبها : مكان هبوبها – معالم : آثار الأشياء م معلم – العدل : الإنصاف × الظلم ، الجور ج أعدال – خضعت : انقادت ، أذعنت – دعائم : أركان ، ركائز ، أعمدة م دعامة – اتضح : ظهر ، وضح – اتضع : صار وضيعاً ، زهق × عز – الباطل : الزور ، غير الحق ج الأباطيل – عز العالم : قوى – ذل : ضعف ، هان – الجاهل : فاقد المعرفة ج جُهَّال ، جُهَلاَء ، جَهَلَة ، جُهَّل × العالِم .

 الشـرح :

ففي عهد سلطان الإسلام صلاح الدين رفرفت رايات العدل والإنصاف ، وارتفعت مكانة العلم ونكست رايات الجهل والظلم وظهر الحق وزهق الباطل وارتفع شأن العلم والعلماء وذل الجهلاء وانحط قدرهم .

 التذوق : 

س1 : ما علاقة هذه الفقرة بما قبلها من النص؟
جـ : العلاقة : تفصيل وتوضيح للمبالغة في المدح .

 (ففي أيامه الزاهرة) : استعارة مكنية تصور الأيام بشمس مشرقة تنير العالم الإسلامي في عهد صلاح الدين ، وسر جمال الصورة : التجسيم ، وتوحي الصورة برقي وعظمة عهد صلاح الدين .

 (أيامه) : مجاز مرسل عن عهد صلاح الدين ، علاقته : الجزئية . وسر جمال المجاز : الدقة والإيجاز .
 (ففي أيامه الزاهرة – دولته القاهرة) :  
محسن بديعي / سجع يعطي جرساً موسيقياً يطرب الأذن .
 (الزاهرة – القاهرة) : 
محسن بديعي / جناس ناقص يعطي جرساً موسيقياً يطرب الأذن .
 (دولته القاهرة) : استعارة مكنية تصور دولة صلاح الدين بإنسان قاهر لأعدائه  ، وسر جمال الصورة : التشخيص ، وتوحي الصورة بالقوة الشديدة التي تجعل الأعداء يخشونها بشدة .
 (أشرقت الأرض بنور ربها) : استعارة مكنية ، حيث صور الأرض بشمس تشرق ، وسر جمالها : التوضيح ، وتوحي بالتفاؤل والسعادة في ظل حكم صلاح الدين ، وفي الصورة اقتباس من قوله تعالى : (وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ) [الزمر من الآية : 69].
 (أشرقت الأرض بنور ربها) : كناية عن عموم السعادة في ظل الدين وانتشارها
 ، وسر جمال الكناية : الإتيان بالمعنى مصحوباً بالدليل عليه في إيجاز وتجسيم .

س2 : (هبت الأرياح من مهبها) . ما رأيك في هذا التعبير؟
جـ : تعبير غير دقيق ؛ لأنه يخالف الجو النفسي السائد في النص ، فهبوب الرياح مزعج للنفوس ، وأجمل منه (رقت الأنسام في محلها) .

 (رفعت معالم العدل والعلم) : استعارة مكنية ، حيث صور العدل والعلم بصرحين (بنائين ضخمين) يبنيان في عهد صلاح الدين ، وسر جمال الصورة : التجسيم ، وتوحي بعظمة عهد صلاح الدين .
 (رفعت) : إيجاز بحذف الفاعل عن طريق بناء الفعل للمجهول .
 (خضعت دعائم الجهل والظلم) : استعارة مكنية ، حيث صور الجهل والظلم ببناء تسقط وتتهاوى دعائمه ، وسر جمال الصورة : التجسيم ، وتوحي بحرص صلاح الدين على العلم والعدل . 
 (دعائم) : تعبير يوحي برسوخ الجهل والظلم قبل حكم صلاح الدين ، وهذا يدل على جهود صلاح الدين الشديدة الحثيثة للقضاء التام عليهما .
 (ورفعت معالم العدل والعلم ، وخضعت دعائم الجهل والظلم) : 
محسن بديعي / مقابلة تبرز المعنى وتوضحه وتقويه بالتضاد . 

س3 : ما رأيك في هذا الترتيب : (العدل والعلم) – (الجهل والظلم) ؟
جـ : هذا الترتيب غير دقيق ؛ بسبب حرص الكاتب على السجع بين : (العلم – الظلم) وكان الأدق أن يقول : (العلم والعدل) ليكونا في مقابلة (الجهل والظلم) .

 (اتضح الحق) : استعارة مكنية تصور الحق بشيء مادي يظهر ، وسر جمال الصورة : التجسيم ، وتوحي بفضل صلاح الدين في إظهار الحق .

 (اتضع الباطل) : استعارة مكنية تصور الباطل بإنسان يُذل ويهان في ظل عهد صلاح الدين ، وسر جمال الصورة : التشخيص ، وتوحي بعظمة صلاح الدين في إظهار الحق .

س4 : تظهر ثقافة الكاتب الدينية في قوله : (اتضح الحق ، واتضع الباطل) . وضح .
جـ : بالفعل فهذا التعبير يدل على ثقافة الشاعر الدينية حيث إنه متأثر بقول الله تعالى :
 (وَقُلْ جَاءَ الحَقُّ وَزَهَقَ البَاطِلُ إِنَّ البَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً)(الإسراء :81) 

 (اتضح الحق ، واتضع الباطل) : محسن بديعي / مقابلة تبرز المعنى وتوضحه وتقويه بالتضاد .  

 (اتضح – اتضع) : محسن بديعي / جناس ناقص يعطي جرساً موسيقياً يطرب الأذن .

 (عز العالم وذل الجاهل) : محسن بديعي / مقابلة تبرز المعنى وتوضحه وتقويه بالتضاد .

 (عز العالم وذل الجاهل) : محسن بديعي / سجع فيه ترصيع يعطي جرساً موسيقياً يطرب الأذن .

 (عز العالم وذل الجاهل) : كناية عن تحسن الأحوال واستقامة الأمور بتحقيق العز للعلماء والذل للجهلاء ، وسر جمالها : الإتيان بالمعنى مصحوباً بالدليل عليه في إيجاز وتجسيم .

س5 : دلل على اعتناء الشاعر الشديد بالمحسنات البديعية . وما سبب ذلك ؟
جـ : بالفعل فلقد أكثر الكاتب من المقابلة في : (رفعت معالم العدل والعلم – خضعت دعائم الجهل والظلم ، اتضح الحق – اتضع الباطل) ؛ ليوضح المعنى ويقويه ويؤكده ، واستخدم المحسنات التي تعطي إيقاعاً موسيقياً تطرب له الأذن من سجع في : (الزاهرة – القاهرة ، ربها – مهبها ، العلم – الظلم) ، وجناس في : (الزاهرة – القاهرة ، اتضح – اتضع ، هبت – مهبها ، العلم- الظلم) .
–  وسبب ذلك : غرام الكاتب باستخدامها كأغلب كتاب عصره الذين كانوا يحرصون على الإكثار من المحسنات .

 التعليق :

س1 : من أي فنون النثر هذا النص ؟ وإلى أي العصور الأدبية ينتمي ؟
جـ : النص من فن الرسائل الوصفية . وينتمي إلى العصر الأيوبي .

س2 : ما المقصود بالرسائل الوصفية ؟
جـ : نوع من النثر الفني الذي يعبر فيه الكتاب عن أنفسهم وما يعتمل فيها من أحاسيس ومشاعر وتجارب عاشوها ومواقف عاصروها ، فهي تعبير عن ذات كاتبها وبراعته .

س3 : ما خصائص أسلوب الرسائل الوصفية ؟
جـ : خصائص أسلوب الرسائل الوصفية :
    1- التأثر بالقرآن الكريم .
    2- تتداخل مع الشعر .
    3- استخدام المحسنات البديعية .
    4- الاعتماد على الأسلوب الخبري .

س4 : علل : جاءت رسالة الأصفهاني أشبه بالمقال الأدبي؟
جـ : لقد جاءت رسالة الأصفهاني شبيهة بالمقال الأدبي ، ولا عجب في ذلك فهو أحد كتاب (ديوان الرسائل) في عهد (صلاح الدين) زمن الدولة الأيوبية . وقد عبر فيها عن مشاعره نحو مصر وأهلها، وأشاد بالسلطان (صلاح الدين الأيوبي) ، ووصف عصره بأنه عصر العدل والعلم ، وكان الكاتب موفقا فيما كتب .

س5 : ما رأيك فيمن يرى أن (التكنولوجيا الحديثة) ستقضي على فن (الرسائل) ؟
جـ : أرى أن ذلك غير صحيح ؛ فالناس المعاصرون يرسلون الرسائل إلى من يريدون بواسطة الهواتف الحديثة وأجهزة (الكمبيوتر) المختلفة في كل مكان، كما أن كتابة (الرسائل) ممارسة للمتعة الأدبية ، وتعبير عن العواطف الإنسانية التي خلقها الله – عز وجل – في الناس ، ولن تموت هذه العواطف مادامت الحياة .

س6 : ما العاطفة المسيطرة على الكاتب ؟
جـ : عاطفة الحب والإعجاب الشديد بمصر وأهلها ، وكذلك عاطفة الاعتزاز والتقدير لصلاح الدين البطل العظيم .

س7 : ما سمات أسلوب الكاتب ؟
جـ : سمات أسلوبه : 
1- سهولة الألفاظ ، ووضوح المعاني .
2- كثرة المحسنات البديعية ومنها السجع المتكلف الذي لا يخدم النص . 
3- التأثر بالقرآن في ألفاظه ومعانيه . 
4- وضوح الفكر .
5- قصر الجمل .
6- التعبير بالأساليب الخبرية الملائمة للوصف.

س8 : ما ملامح شخصية العماد الأصفهاني ؟
جـ : واسع الثقافة – محب لمصر – مخلص .

س9 : علل : جاءت الأساليب في النص كلها خبرية .
جـ : جاءت الأساليب كلها خبرية لتقرير إعجاب الكاتب بمصر وأهلها والاعتراف بفضلها ، وتقرير وتأكيد الاعتزاز والإعجاب بصلاح الدين.

س10 : علل : إكثار الكاتب من الجموع في النص .
جـ : ليوحي بكثرة نعم الله على مصر .
                                                                                   

تحليل النص من كتاب الامتحان 2025 باستخدام أسئلة الفهم والتذوق



مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى