قراءة الدرس الثانى : اللغة و الهوية مصطفى صادق الرافعي الصف الثانى الثانوى الترم الثانى

التعريف بالكاتب :
مصطفى صادق الرافعي (شكسبير العرب) إمام من أئمة الأدب ، وشيخ من شيوخ العربية ، وأمير من أمراء البيان . ولد سنة 1298هـ / 1880م في (بهتيم) إحدى قرى محافظة القليوبية من أسرة شامية الأصل ، حصل على الشهادة الابتدائية ، ولم يتم المراحل التعليمية لمرضه [حُمى فقد حاسة السمع بسببها] ، فلم يستسلم ولم تهن عزيمته فثقَّف نفسه بالقراءة ، وواصل تعلمه على يد أبيه ، وعاش معظم حياته في مدينة (طنطا) حيث كان كاتباً في إحدى المحاكم بها حتى توفي سنة1356 هـ / 1937م .
وتراثه الأدبي : أغلبه نثري فله ديوان شعر من ثلاثة أجزاء وكتب نثرية متعددة مثل : ” إعجاز القرآن – تاريخ الأدب العربي – رسائل الأحزان – السحاب الأحمر – حديث القمر – أوراق الورد – المساكين ” . وهذا المقال من كتابه (وحي القلم) .
تمهيد:
للغة علاقة وثيقة بالفكر ، فاللغة صورة صادقة لأهلها ثراء وفقراً وانفتاحاً وانغلاقاً ، فاللغة بشكل عام تجسد أقدار الناطقين بها لذا يتكالب عليها الغزاة ويتآمر عليها المتآمرون ويبقى دورنا في الحفاظ عليها فضلاً عن إثرائها .
الموضوع :
إن اللغة هي صورة وجود الأمة بأفكارها ومعانيها وحقائق نفوسها ، وجودًا متميزًا قائمًا بخصائصه ؛ فهي قومية الفكر، تتحد بها الأمة في صور التفكير وأساليب أخذ المعنى من المادة ؛ والدقة في تركيب اللغة دليل على دقة الملكات (المواهب) في أهلها ، وعمقها هو عمق الروح ودليل الحس على ميل الأمة إلى التفكير والبحث في الأسباب والعلل ، وكثرة مشتقاتها برهان على نزعة (اتجاه) الحرية وطموحها ؛ فإن روح الاستعباد ضيق لا يتسع ، ودأبه (عادته) لزوم الكلمة والكلمات القليلة.
وإذا كانت اللغة بهذه المنزلة ، وكانت أمتها حريصة عليها ، ناهضة بها ، متسعة فيها ، مُكبرة شأنها ، فما يأتي ذلك إلا من كون شعبها سيد ومحقق وجوده ، ومستعمل قوته ، والآخذ بحقه ، فأما إذا كان منه التراخي والإهمال وترك اللغة للطبيعة السوقية (العامية) ، وإصغار أمرها ، وتهوين خطرها ، وإيثار (تفضيل) غيرها بالحب والإكبار ؛ فهذا شعب خادم لا مخدوم ، تابع لا متبوع ، ضعيف عن تكاليف (أعباء) السيادة ، لا يطيق أن يحمل عظمة ميراثه ، مجتزئ ببعض حقه ، مكتفٍ بضرورات العيش ، يوضع لحكمه القانون الذي أكثره للحرمان وأقله للفائدة التي هي كالحرمان .
لا جرم (حقاً) كانت لغة الأمة هي الهدف الأول للمستعمرين ؛ فلن يتحول الشعب أول ما يتحول إلا من لغته ؛ إذ يكون منشأ التحول من أفكاره وعواطفه وآماله ، وهو إذا انقطع من نسب لغته انقطع من نسب ماضيه ، ورجعت قوميته صورة محفوظة في التاريخ ، لا صورة محققة في وجوده ؛ فليس كاللغة نسب للعاطفة والفكر حتى أن أبناء الأب الواحد لو اختلفت ألسنتهم فنشأ منهم ناشئ على لغة ، ونشأ الثاني على أخرى ، والثالث على لغة ثالثة ، لكانوا في العاطفة كأبناء ثلاثة آباء .
وقد استشعر هذا الخطر كثير من الدول ففرضت قيوداً (شروطاً) صارمة من اجل الحفاظ على الكيان اللغوي من التشظي (التفتت) والذوبان والتماهي (الذوبان ، الاختلاط) في كيانات أخرى واتخذت خطوات إيجابية للمحافظة على لغتها ؛ منها :
– جعلها لغة للتخاطب والحديث في كل شئون الحياة .
– تشكيل مؤسسات علمية لرعاية اللغة ومتابعة المتكلمين بها ، وبحث ما يعترضهم من مشكلات .
– توجيه وسائل الإعلام للمحافظة على اللغة وعدم استخدام المستويات الهابطة منها .
فعلينا – أبناء اللغة العربية – توخي (تحرّي ، قصْد) الحذر من محاولات إضعاف لغتنا العربية . وما ذلت لغة شعب إلا ذل ، ولا انحطت إلا كان أمره في ذهاب وإدبار ؛ ومن هنا يفرض الأجنبي المستعمر لغته فرضاً على الأمة المستعمرة ، ويشعرهم عظمته فيها ؛ فيحكم عليهم أحكاماً ثلاثة في عمل واحد : أما الأول فحبس لغتهم في لغته سجناً مؤبداً ؛ وأما الثاني فالحكم على ماضيهم محواً ونسياناً ؛ وأما الثالث فتقييد مستقبلهم في الأغلال التي يصنعها ؛ فأمرهم من بعده لأمره تبع (انقياد) .
فانتم – شباب العرب – حراس أشرف لغة فهل عرفتم دوركم ؟
اللغويات :
– اللغة : ما يتكلمه الإنسان من أصوات يعبر بها عن أغراضه ، طريقة في التعبير ، مادتها : لغو
– وجود : كينونة ، كون × عدم
– الأمة : الجماعة ج الأمم
– متميزًا : متفرداً
– بخصائصه : سماته ، صفاته م خصيصة
– أساليب : طرق ، أنماط م أسلوب
– الدقة : الإحكام ، الإتقان
– الملكات : المواهب م المَلكة
– عمق : قرار × سطحية
– الحس : الشعور ج الحُسوس
– ميل : انجذاب ، نزوع
– العلل : الأسباب ، المبررات م العلة
– مشتقاتها : م مشتق : مأخوذ ، مصوغ × أصل
– برهان : دليل ج براهين
– نزعة : اتجاه ، ميل ج نزعات
– طموحها : تطلعها
– الاستعباد : الاسترقاق × الحرية
– دأبه : عادته
– لزوم : اقتضاء
– المنزلة : المكانة ، القدر
– ناهضة : قائمة ، مرتفعة
– مُكبرة : معظمة ، مبجلة × محقّرة
– سيد أمره : أي صاحب قراره ج سادة
– التراخي : التكاسل ، التقاعس ، التوَانى ، التباطؤ × النشاط ، الجدية
– الطبيعة : السجية ، الفطرة ، الطبع ، النَّحِيزَة ج الطبائع
– السوقية : أي العامية ، الدارجة
– إصغار : إذلال × إكبار
– تهوين : تحقير وإذلال
– إيثار : تفضيل × أثرة ، أنانية
– الإكبار : التعظيم
– تكاليف : مشاق ، أعباء
– السيادة : الزعامة ، الهيمنة ، السيطرة ، الغَلَبة
– يطيق : يتحمل × يعجز
– ميراث : تركة ، إرث ج مواريث
– مجتزئ : مقتطع ، مقتسم
– لا جرم : حقاً
– منشأ : مصدر ، أساس
– التحول : التغيّر
– نسب : ارتباط ، أصل
– ناشئ : شاب ، حَدَث ، صغير ج ناشئون
– قيوداً : شروطاً م قيد
– صارمة : حازمة ، قاطعة ، حاسمة
– الكيان : الهيئة ، البنية
– التشظي : التفتت ، التناثر ، التفرُّق × التوحُّد
– الذوبان : الانحلال
– التماهي: الذوبان ، الاختلاط
– إيجابية : عملية × سلبية
– يعترضهم : يمنعهم ، يواجههم
– توخي: تحرّي ، قصْد
– الحذر : الحيطة ، الانتباه
– انحطت : تدهورت ، ذلت ، فسدت
– إدبار : ابتعاد × إقبال
– يفرض : يلزم ، يجبر × يخيّر
– الأغلال : القيود ، الأصفاد م الغُل
– تبع : انقياد ، اقتداء ، امتثال ، احتذاء
– أشرف : أسمى ، أعلى ، أرقى .
معلومة :
* تعريف الأمة : جماعة من الناس تجمعهم روابط تاريخية مشتركة ، قد يكون فيها ما هو لغوي أو ديني أو اقتصادي ولهم أهداف مشتركة في العقيدة أو السياسة أو الاقتصاد .
فروق لغوية :
1 – ” قيد دابته ” . أي عقلها ، ربط رجليها برباط .
2 – ” قيدوا الأسير بسلاسل ثقيلة ” . أي جعلوها في رجله قيداً .
3 – ” قيده بالإحسان” . أي ملك قلبه به .
4 – ” قيد اسمه في السجل ” . أي سجله .
5 – ” قيد الحساب في الدفتر ” . أي رقمه ، كتبه ، بينه .
6 – ” قيدته المشاكل ” . أي أعيته ، عاقته .
7 – ” قيد نصوص الكتاب ” . أي ضبطها ، شكلها .
س & جـ
س1 : ما الذي تمثله وتعبر عنه اللغة ؟ أو ما قيمة اللغة من وجهة نظر الكاتب ؟
جـ : إن اللغة هي صورة صادقة لوجود الأمة بأفكارها ومعانيها وحقائق نفوسها ، وجوداً متميزاً قائماً بخصائصه ؛ فهي قومية الفكر ، واللغة بشكل عام تجسد أقدار الناطقين .
س2 : علامَ تدل الدقة في تركيب اللغة – عمق اللغة – كثرة مشتقاتها ؟
جـ : الدقة في تركيب اللغة دليل على دقة الملكات (المواهب) في أهلها ، وعمقها هو عمق الروح ودليل الحس على ميل الأمة إلى التفكير والبحث في الأسباب والعلل ، وكثرة مشتقاتها برهان على نزعة الحرية وطموحها ؛ فإن روح الاستعباد ضيق لا يتسع ، ودأبه (عادته) لزوم الكلمة والكلمات القليلة .
س3 : ما تأثير روح الاستعباد في استخدام اللغة؟
جـ : تجعل اللغة في ضيق لا يتسع ، ودأبه (عادته) لزوم الكلمة والكلمات القليلة .
س4 : متى تكون اللغة ذات منزلة عالية سامية عند أهلها ؟ وكيف يتأتى ذلك ؟
جـ : تكون اللغة ذات منزلة عالية سامية عند أهلها عندما تكون أمتها حريصة على استخدامها ، ناهضة بها ، متسعة فيها ، مُكبرة شأنها .
– ولا يأتي ذلك إلا من كون شعبها حراً سيد أمره ؛ ومحقق وجوده ، ومستعمل قوته ، والآخذ بحقه .
س5 : متى يصبح الشعب خادماً لا مخدوماً ، تابعاً لا متبوعاً ؟ وما الآثار الضارة لذلك ؟
جـ : يصبح الشعب خادماً لا مخدوماً ، تابعاً لا متبوعاً إذا كان منه التراخي (الكسل) والإهمال وترك اللغة للطبيعة السوقية ، وإصغار أمرها ، وتهوين خطرها ، وإيثار (تفضيل) غيرها من اللغات الأخرى بالحب والإكبار .
– الآثار الضارة لذلك : يكون الشعب ضعيفاً عن تكاليف السيادة (الزعامة) ، لا يطيق أن يحمل عظمة ميراثه ، مجتزئاً ببعض حقه ، مكتفياً بضرورات العيش ، يوضع لحكمه القانون الذي أكثره للحرمان وأقله للفائدة التي هي كالحرمان .
س6 : ما نتيجة إهمال اللغة وتركها للطبيعة السوقية ، وإصغار أمرها ، وتهوين خطرها ، وإيثار غيرها بالحب والإكبار ؟
جـ : يصبح الشعب خادماً لا مخدوماً ، تابعاً لا متبوعاً للآخرين .
س7 : ما الهدف الأول للمستعمرين في أي بلد يستعمرونه ؟
جـ : اللغة هي الهدف الأول للمستعمرين التي يحاولون القضاء عليها في أي بلد يستعمرونه .
س8 : لماذا كانت لغة الأمة المستعمرة هي الهدف الأول للمستعمرين دائماً ؟
جـ : كانت لغة الأمة هي الهدف الأول للمستعمرين ؛ لأنه لن يتحول أي شعب ويهوى في أحضان المستعمر إلا إذا ابتعد عن استخدام لغته ؛ فاللغة هي أساس التحول عن الأفكار والعواطف والآمال لأي شعب ، والشعب الذي ينقطع من الانتساب والارتباط بلغته ينقطع من الانتساب والارتباط والاتصال بماضيه ، وتتحول قوميته إلى صورة محفوظة في التاريخ كأنها ذكرى ، لا صورة محققة في وجوده ؛ فاللغة أقوى اتصال وارتباط لعواطف وأفكار الناس . حتى أن أبناء الأب الواحد لو اختلفت ألسنتهم فنشأ منهم ناشئ على لغة (مثل العربية) ، ونشأ الثاني على أخرى (مثل الإنجليزية) ، والثالث على لغة ثالثة (مثل الفرنسية) ، لكانوا في العاطفة كأبناء ثلاثة آباء لا أب واحد .
س9 : بمَ ترتبط اللغة ؟
جـ : ترتبط اللغة بعواطف وأفكار الناس .
س10 : ما الدليل على قوة ارتباط اللغة بعواطف وأفكار الناس ؟
جـ : الدليل : أن أبناء الأب الواحد لو اختلفت ألسنتهم فنشأ منهم ناشئ على لغة (مثل العربية) ، ونشأ الثاني على أخرى (مثل الإنجليزية) ، والثالث على لغة ثالثة (مثل الفرنسية) ، لكانوا في العاطفة كأبناء ثلاثة آباء لا أب واحد .
س11 : ما الخطر الذي استشعرته بعض الدول تجاه كيانها اللغوي ؟ وما الذي فرضته ؟
جـ : لقد استشعرت خطر التشظي (التفتت ، التناثر) والذوبان والتماهي (الذوبان ، الاختلاط) في كيانات أخرى إذا لم تحافظ بقوة على لغتها .
– وقد فرضت هذه الدول قيوداً (شروطاً) صارمة من أجل الحفاظ على كيانها اللغوي واتخذت خطوات إيجابية للمحافظة على لغتها .
س12 : ما الخطوات التي اتخذتها الدول للمحافظة على لغتها من الضعف والفناء ؟
جـ : الخطوات التي اتخذتها الدول للمحافظة على لغتها من الضعف والفناء :
1 – جعلها لغة للتخاطب والحديث في كل شئون الحياة .
2 – تشكيل مؤسسات علمية لرعاية اللغة ومتابعة المتكلمين بها وبحث ما يعترضهم من مشكلات .
3 – توجيه وسائل الإعلام للمحافظة على اللغة وعدم استخدام المستويات الهابطة منها .
س13 : ما الذي يحذر الكاتب أبناء العروبة منه ؟
جـ : يحذر الكاتب أبناء العروبة من المحاولات المستمرة لإضعاف لغتنا العربية . ويبين لهم أن إذلال وإضعاف اللغة العربية وتهميشها نتيجته ذل لأبناء العروبة أنفسهم ، وإنه إذا انحطت (تدهورت) لغة شعب كان أمر هذا الشعب في ذهاب وإدبار (ابتعاد) .
س14 : كيف يفرض المستعمر لغته على المستعمَرين ؟ وبِمَ يحكم على الأمة المستعمرة ؟
جـ : يفرض المستعمر لغته على المستعمَرين عندما يجبرهم على استخدامها ، ويشعرهم عظمته من خلال لغته .
– ويحكم على الأمة المستعمرَة أحكاماً ثلاثة في عمل واحد :
1 – الأول فحبس لغتهم في لغته سجناً مؤبداً .
2 – وأما الثاني فالحكم على ماضيهم (أي تاريخهم) محواً ونسياناً .
3 – وأما الثالث فتقييد مستقبلهم في الأغلال التي يصنعها ؛ فأمرهم من بعده لأمره تبع (انقياد) .
س15 : ما أشرف لغة ؟ ومن حراسها ؟ وما دورهم ؟
جـ : أشرف لغة : اللغة العربية لغة القرآن ولغة أهل الجنة .
– وحراسها : شباب العرب .
– ودورهم : الحفاظ عليها من أي عبث – باستخدامها في كافة مناحي الحياة – بالاعتزاز بالتحدث بها – بعدم إدخال الألفاظ الغريبة عليها – بعدم التحدث بالعامية .
تحليل الدرس من كتاب الامتحان 2025


