البلاغة : مراجعة موجزة على البلاغة من أولى ثانوى حتى الصف الثالث الثانوى

مفهوم البلاغة
هي مطابقة الكلام لمقتضى الحال وتنقسم إلى : ( علم البيان / علم البديع / علم المعاني )
التعبير الحقيقي و التعبير المجازي
– التعبير الحقيقي : هو التعبير بالكلمة في معانيها الأصلية التي وضعت لها .
مثل :- الشمس : نـجم يشع منه الضوء – القمر : كوكب معتم يعكس أشعة الشمس
– التعبير المجازي : هو نقل الكلمة من معناها الأصلي إلى معنى آخر جديد لوجود علاقة بينهما
مثل :- رأيت شمسا تبتسم لي من النافذة – هذه الفتاة وجهها مضئ كالقمر
– انواع العلاقة في التعبير المجازي :
أ- علاقة تشابه و تسمى في هذه الحالة ( تشبيه / أو / استعارة )
ب- علاقة غير تشابه وتسمى في هذه الحالة ( كناية / أو / مجاز مرسل )
– ملحوظة : للتعبير المجازي عدة أسماء مثل : ( الألوان البيانية / الصور البلاغية / الصور الخيالية / الصور الجميلة )
أنواع التعبير المجازي ( الألوان البيانية / الصور البلاغية )
أولا : التشبيه : – – التشْبيهُ:ْ بَيانُ أَنَّ شَيْئاً أَوْ أشْياءَ شارَكَتْ غيْرَها في صفةٍ أوْ أَكْثرَ
– أدوات التشبيه: قد تكون: – حرفا ( الكاف – كأن ) – أو فعلا ( يشبه – يماثل – يحاكى – يناظر – يضارع )
– أو اسماً ( شبه – مشابه – مثل – مثيل – مماثل – نظير )
-أَركانُ التَّشْبيهِ أرْبعة : هيَ: المُشَبَّهُ، و المشُبَّهُ بهِ ، ، وأَداةُ التشْبيهِ، وَوَجْهُ الشَّبَهِ، .
1- تشبيه مفصل: إذا ذكرت الأركان الأربعة
مثل : زرنا حديقةً كأنها الفِرْدوْسُ في الجمال والبهاء.
2- تشبيه مجمل: إذا حذف وجه الشبه أو الأداة
مثل: وصف أعرابي رجلاً فقال : كأنَّ الرجل النهار الزاهر والقمرُ الباهر – العلم نور في الهداية
3- تشبيه بليغ: إذا حذف وجه الشبه والأداة
مثل :: العلم شرف ، و الصبر ظفر ، و المعروف كنز ، و الجود سؤدد .
– صور التشبيه البليغ : – المبتدأ والخبر : مثل: ( المؤمن مرآة أخيه )
– فى صورة المفعول المطلق : مثل:( تفوق الطالب تفوق العباقرة
– الحال وصاحبها : مثل :( وقف الجيش صخرة أمام العدو )
– إضافة المشبه به إلى المشبه : مثل : ( نور العلم – مصباح الهداية )
4– التشبيه التمثيلي : تصوير حالة بحالة أخرى ( مشبه ( جملة ) + مشبه به ( جملة ) + أداة تشبيه ) . مثل :
– قوله تَعالى: { مثَلُ الَّذين يُنْفِقُونَ أمْوالَهُمْ في سبيل اللهِ كَمَثَل حبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سنابِلَ في كُلِّ سُنْبُلةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ )
– قال المتنبي في سَيْفِ الدولة: يَهُزُّ الْجَيْشُ حولَك جَانِبَيْهِ كما نَفَضَتْ جَناحَيْها الْعُقاب
5– التشبيهُ الضِّمنيّ : : تصوير حالة بحالة أخرى ( مشبه ( جملة ) + مشبه به ( جملة ) : مثل :
قول المتنبى : – من يهُن يسهل الهوان عليه ما لجرحٍ بميــــــتٍ إيلامُ
– وقول المتنبى لسيف الدولة : – فإِنْ تَفقِ الأَنام وأَنت مِنْهمْ فإِنَّ المسْكَ بعْضُ دمِ الغَزال
– وقال أبو فراس : – سيذْ كُرنى قَوْمى إِذَا جدَّ جِدُّهمْ وفِى الَّليْلَة الظَّلْماءِ يُفْتَقَدُ الْبَدْر
– الاستعارة : تشبيه بليغ حذف أحد طرفيه إما المشبه أو المشبه به .
– لاحظ الفرق بين : – الجندى أسد ( تشبيه ) – رأيت أسداً يحارب ( استعارة ) حذف المشبه
– الجندى يزأر وهو يفترس الأعداء .( استعارة ) حذف المشبه به .
(1) – استعارة مكنية
– وهى التي حُذِفَ فيها المشبه به (الركن الثاني) وبقيت صفة من صفاته ترمز إليه .
مثـــــل :: ضحكت الحياة : استعارة مكنية حيث شبه الحياة بإنسان يضحك . وحذف المشبه به وأتى بصفة من
صفاته وهى الضحك وسر جمالها التشخيص وتوحى بالسعادة
مثـــــل :: سل الرماح العوالي عن معالينا . استعارة مكنية حيث شبه الرماح بإنسان . وحذف المشبه به وأتى بصفة
من صفاته وهى السؤال وسر جمالها التشخيص وتوحى بالفخر
مثـــــل :: افترست الايام آمالى : استعارة مكنية حيث شبه الأيام بوحش يفترس وحذف المشبه به وأتى بصفه من
صفاته وهى الافتراس وسر جمالها التجسيم وتوحى بالقسوة
(2) – استعارة تصريحية
– وهى التي حُذِفَ فيها المشبه (الركن الأول) وصرح بالمشبه به .
مثــــل : قوله تعالى ( فى قلوبهم مرض ) شبه الكفر بالمرض وحذف المشبه وصرح بالمشبه به .
مثــــــل : قوله تعالى :(الله وليُّ الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور ) .. شبه الكفر بالظلمات والإيمان بالنور
( ج ) الكناية
– هي : تعبير استعمل في غير معناه الأصلي الذي وضع له مع جواز إرادة المعنى الأصلي (الحقيقي) .
مثل :: (أبي نظيف اليد) من الواضح أن المعنى الحقيقي هنا ليس مقصوداً وهو معنى غسل اليد و نظافتها من الأقذار ،
وإنما يقصد المعنى الخيالي من: (العفة أو الأمانة ، أو النزاهة .)
– سر جمال الكناية: الإتيان بالمعنى مصحوبا بالدليل عليه في إيجاز وتجسيم
1- كناية عن صفة :
وهى التي يكنى فيها عن صفة لازمة للمعنى (كالكرم – العزة – القوة – الكثرة …)
مثل : قوله تعالى ( وَلا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ) كناية عن صفة البخل .
– (و لا تبسطها كل البسط : كناية ) عن صفة التبذير
2- كناية عن موصوف :
وهى التي يكنى فيها عن ذات أو موصوف (العرب – اللغة – السفينة)
مثل :: يا ابنة اليم ما أبوك بخيل . كناية عن السفينة – مثل : لغة الضاد : كناية عن اللغة العربية .
مثل : و بناة الأهرام فى سالف الدهر كفونى الكلام عند التحدى : كناية عن المصريين القدماء .
3- كناية عن نسبة :
– وهى التي يصرح فيها بالصفة ولكنها تنسب إلى شئ متصل بالموصوف (كنسبته إلى الفصاحة – البلاغة – الخير) حيث نأتي فيها بصفة لا تنسب إلى الموصوف مباشرة بل تنسب إلى شيء متصل به ويعود عليه .
مثل : ( الفضل يسير حيث سارت قدميك ) كناية عن نسبة الفضل إليه.
مثل: الخيل معقود بنواصيها الخير : كناية عن نسبة الخير الى الخيل .
مثل: يسير الجود والكرم حيث سرت : كناية عن نسبة الجود والكرم اليك .
هو كلمة لها معنى أصلي لكنها تستعمل في معنى آخر على أن يوجد علاقة بين المعنيين
س : لماذا سمي المجاز بالمجاز المرسل ؟
لأنه غير مقيد بعلاقة واحدة ، كما هو الحال في الاستعارة المقيدة بعلاقة المشابهة فقط ، ولأن علاقاته كثيرة .
– أشهر علاقات المجاز المرسل :
1 – الجزئية : عندما نعبر بالجزء ونريد الكل .
مثل : قوله تعالى: (فتحرير رقبة) فكلمة (رقبة ) مجاز مرسل علاقته الجزئية ؛ لأنه عبر بالجزء (الرقبة) وأراد الكل (الإنسان)
مثل : ( ألقى الرئيس كلمة ) فكلمة (كلمة ) مجاز مرسل علاقته الجزئية ؛ لأنه عبر بالجزء (الكلمة) وأراد الكل (الخطاب
2 – الكلية : عندما نعبر بالكل ونريد الجزء .
مثل: قوله تعالى: (يجعلون أصابعهم في آذانهم) فــ ( أصابعهم) مجاز مرسل علاقته الكلية ؛ لأنه عبر بالكل
(أصابعهم) وأراد الجزء (أناملهم أي أطراف أصابعهم) .
مثل: شربت ماء النيل . فـ ( ماء النيل ) مجاز مرسل علاقته الكلية لأنه عبر بالكل ( ماء النيل ) وأراد الجزء ( زجاجة ماء )
3 – المحلية : عندما نعبر بلفظ المحل ونريد الموجود فيه
مثل : – بلادي وإن جارت عليّ عزيزة وقومي وإن ضنوا عليّ كرام
فــ ( بلادي) مجاز مرسل علاقته المحلّية ؛ لأنه ذكر البلاد وأراد أهلها.
مثل: قوله تعالى: (واسأل القرية) فــ( القرية) مجاز مرسل علاقته المحلّية ؛ لأنه ذكر القرية وأراد أهلها الذين
مثل: قول القاضي : ( حكمت المحكمة ) المحكمة مجاز مرسل عن القضاة علاقته المحلية . فالمحكمة هى محل القضاة
4 – الحاليّة : عندما نعبر بمن أو ما بداخل المكان ونريد المكان نفسه.
مثل: (إِنَّ الْأبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ) فقد استعمل (نعيم) وهو يدل على ما فى الجنة ، وأراد محل ومكان النعيم وهو الجنة.
مثل: زرت الجندى المجهول . الجندى المجهول مجاز مرسل عن القبر علاقته الحاليّة . فالجندى هو الذى يحل بداخل القبر
مثل: نزلت بقوم كرام . ( قوم ) مجاز مرسل عن البيت علاقته الحالية . فالقوم الكرام هم الذين يحلون فى البيت .
5 – السببية : عندما نعبر بالسبب عن المسبَّب ( التاتج ).
مثل: (أكلت الماشية المطر) كلمة ( المطر ) مجاز مرسل علاقته السببية ؛ ذكر السبب ( المطر ) وأراد المسبب ( العشب )
مثل : للوالدين يد علىّ ) كلمة ( اليد )مجاز مرسل عن العطاء والفضل . فاليد سبب العطاء . فعبر بالسبب عن المسبب.
6 – المسبَّبِيّة : : عندما نعبر المسبَّب عن السبب ( التاتج ).
مثل: قوله تعالى :(وَيُنَزِّلُ لَكُم مِّنَ السَّمَاء رِزْقًا) كلمة ( رزقًا ) مجاز مرسل علاقته المسبَّبِيّة ؛ ذكر المسبب ( الرزق )
وأراد السبب ( المطر ) ؛ لأن الذي ينزل من السماء المطر وليس الرزق
7 – اعتبار ما كان : بأن يستعمل اللفظ الذي وضع للماضي في الحال ( نعبر بما كان ونقصد ما سيكون )
مثل: قوله تعالى:( وآتوا اليتامى أموالهم) كلمة ( اليتامى ) مجاز مرسل علاقته ( ما كان) ويقصد ما سيكون ( الراشد )
؛ لأن اليتيم هو : من فقد والده قبل الرشد لا يأخذ ماله ، وإنما يأخذ المال عندما يتجاوز سن اليُتْم ويبلغ سن الرشد .
مثل: ( لبسنا قطنا ) . القطن مجاز مرسل عن الملابس علاقته (ما كان ) .
مثل: ( شربت بن ) البن مجاز مرسل عن القهوة علاقته ( ما كان )
8 – اعتبار ما سيكون : بأن يستعمل اللفظ الذي وضع للمستقبل في الحال (نعبر بما سيكون ونقصد ما كان )
مثل : قوله تعالى : ( احمل فوق رأسي خبزا تأكل الطير منه ) كلمة (خبزا ) مجاز مرسل علاقته ( ما سيكون) ويقصد
( ما كان ( الحبوب ) لأن الطير تأكل الحبوب وليس الخبز
مثل: قول الأب لابنه ( يا دكتور ) فكلمة دكتور مجاز مرسل عن الابن الذى سيكون دكتورا .
– سر جمال المجاز -: الإيجاز و الدقة في اختيار العلاقة مع المبالغة المقبولة .
الاستعارة المكنية و الاستعارة التصريحية | المجاز المرسل |
تشبيه بليغ محذوف منه احد الطرفين – استعارة مكنية ( مشبه + صفة من صفات المشبه به) (يأتي الربيع ) شبه الربيع ( مشبه ) بإنسان (مشبه به ) وحذف إنسان (مشبه به ) وجاء بصفة من صفاته وهي كلمة ( يأتي ) – استعارة تصريحية ( مشبه به فقط ) ونـحذف المشبه من الجملة ( فى قلوبهم مرض ): شبه الكفر ( مشبه ) بالمرض ( مشبه به) وحذف المشبه ( الكفر ) وصرح بالمشبه به ( المرض ) . | ( أرسلنا على الأعداء عينا ) العين : مجاز مرسل عن الجاسوس علاقته الجزئية . فالعلاقة هنا ليست المشابهة كالاستعارة . ولا يمكن أن أقول : شبه الجاسوس بالعين |
الكناية | المجاز المرسل |
( البيت مفتوح ) كناية عن صفة الكرم . ( سفينة الصحراء ) كناية عن موصوف وهو الجمل . | ( أعصر خمرا ) الخمر مجاز مرسل عن العنب علاقته ما سيكون |
– ثانيا : علم البديع
المحسنات البديعية وتنقسم ألي : محسنات معنوية و محسنات لفظية
(توضح المعنى) أو تثير الذهن وهي : ( الطباق / المقابلة / التورية / الالتفات / مراعاة النظير )
1 – الطباق : الأثر الفني ( يبرز المعنى ويقويه ) وهو نوعان :
أ – طباق إيجاب : : يكون بين كلمتين متضادتين في المعنى.
مثل : (قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ )
– لا تعجب يا سلم من رجل ضحك المشيب برأسه فبكى
ب – طباق سلب : يكون بين فعلين أحدهما مثبت ، والآخر منفي ، أو أحدهما أمر و الأخر نهي مثال: :
مثل (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ) و مثل (فَلا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْن)).
2 – المقابلة : تضاد بين كلمتين أو أكثر . الأثر الفني : توضيح المعنى وتوكيده ويفيد الشمول
مثل : (وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِث) / (فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى) الأثر الفني المقابلة : توضيح المعنى وتوكيده .
3 – التورية : سر جمالها ( تعمل على جذب الانتباه و إيقاظ الشعور و إثارة الذهن )
هي ذكر كلمة لها معنيان أحدهما قريب ظاهر غير مقصود والآخر بعيد خفي وهو المقصود و المطلوب .
أمثلة : 1- قول الشاعر عن النيل : فقد ردت الأمواج سائله نهراً .
[سائله] : لها معنيان الأول قريب وهو ” سيولة الماء ” ليس المراد . الثاني بعيد و هو ” سائل العطاء ” و هو المراد .
[نهراً]: لها معنيان الأول قريب وهو ” نهر النيل ” ، ليس المراد . الثاني بعيد و هو ” الزجر والكف ” و هو المراد .
2 – قال حافظ مداعبا شوقي : يقولون إن الشوق نار ولوعة . . فما بال شوقي اليوم أصبح باردا
(شوقى) لها معنيان الأول قريب وهو شدة الشوق ليس المراد . الثاني بعيد و هو ( أحمد شوقى)اسم الشاعر
3- فرد عليه شوقي قائلا : وحملت إنسانا وكلبا أمانة .. فضيعها الإنسان والكلب حافظ .
(حافظ) لها معنيان الأول قريب وهو حافظ للأمانة . الثاني بعيد و هو (حافظ أبراهيم) اسم الشاعر .
4 – الالتفات : سر جمال الالتفات : ( إثارة الذهن وجذب الانتباه )
هو الانتقال من ضمير إلى ضمير كأن ينتقل من ضمير الغائب إلى المخاطب أو المتكلم و المقصود شيء واحد . مثل :قوله تعالى:(وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبَالَ وَتَرَى الْأَرْضَ بَارِزَةً وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَداً وَعُرِضُوا عَلَى رَبِّكَ صَفّاً لَقَدْ جِئْتُمُونَا كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ بَلْ زَعَمْتُمْ أَلَّنْ نَجْعَلَ لَكُمْ مَوْعِداً).
فقد تكلم الله عن المشركين بضمير الغائب في قوله : (وحشرناهم) ثم بضمير المخاطب في قوله :(جئتمونا) .
5 – مراعاة النظير : سر جمال مراعاة النظير ( تقوية المعنى ، و إثارة الذهن )
هو الجمع بين الشيء وما يتصل به . مثل ( الوجه و العينين ) و ( الرمل و الحصى )
مثل : – الخيل و الليل و البيداء تعرفنى و السيف و الرمح و القرطاس و القلم .
– و لك الحقول و زهرها و أريجها و نسيمها و البلبل المترنم
سر جمالها (تعطي جرسًا موسيقيًا): وهي ( الجناس / التصريع / حسن التقسيم / السجع / الازدواج )
1- الجناس : ( يكون بين كلمتين متفقتين فى الحروف مختلفتين فى المعنى ) وهو نوعان :
أ – جناس تام : اتفاق الكلمتين في أربعة أمور : نفس الحروف وعددها وترتيبها وضبطها مع اختلاف المعنى .
أمثلة : -(وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَة) /- (يقيني بالله يقيني) / سميته يحيى ليحيى
– (أَرْضِهم مادمت في أَرْضِهم) / سلا مصر هل سلا القلب عنها / لك يا منازل في القلوب منازل
ب – جناس ناقص : اختلاف الكلمتين في الضبط أو ترتيب الحروف أو حرف واحد مع اختلاف المعنى .
أمثلة : – الاختلاف حرف واحد : – من بحر شعرك أغترف .:. وبفضل علمك أعترف / – الخيل والليل
– الاختلاف في الترتيب : – بيض الصفائح (السيوف) لا سود الصحائف (م صحيفة)
– الاختلاف في الضبط : – يا للغروب وما به من عَبْرَة ( دمعة ) للمستهام وعِبْرَة ( عظة ) للرائي
2 – التصريع : يكون في البيت الأول (هو اتفاق نهاية الشطر الأول مع نهاية الشطر الثاني في الحرف الأخير)
ملاحظة : حروف العلة ( أ / و / ي ) في الشعر لا تحسب ( فتكون حروف العلة مجرد حركات مد )
مثل : – بني يعرب نادتكم فلسطين فاسمعوا كما ناداكم فيها عدنان و تبع
– سكت فغر أعدائي السكوتُ وظنوني لأهلي قد نسيتُ ( التصريع في الشعر فقط )
3- حسن التقسيم : هو تقسيم البيت إلى جمل متساوية في عدد الكلمات والإيقاع الموسيقى ) (الشعر فقط )
– وقد يكون في بيت واحد مثل : – متفرد بصبابتي ، متفرد بكآبتي ، متفرد بعنائي
– وقد يكون في شطر واحد مثل : – نفسي مرجل و قلبي شراع يهما في الدموع سيري وأرسي
4- السجع : هو اتفاق أواخر فواصل الجمل [الكلمة الأخيرة في الفقرة] ، ويكون في النثر فقط
مثل : – (الصوم حرمان مشروع ، وتأديب بالجوع ، وخشوع لله وخضوع) .
5 – الازدواج : هو اتفاق الجمل المتتالية في عدد الكلمات والتركيب و الوزن الموسيقي . (في النثر فقط )
مثل : – حبب الله إليك الثبات ، و زيّن في عينيك الإنصاف ، / – الصدق أمانة و الكذب خيانة
ثالثا : علم المعاني
ويهتم هذا العلم بدلالات الألفاظ و تراكيب الجمل و الأساليب
أولا : الأساليب
وهو ما يحتمل الصدق والكذب ويستثنى من هذا : القرآن الكريم – الحديث الشريف . – و أغراضه البلاغية كثيرة تأتي حسب المعنى الذي يوحي به سياق الكلام ومن أمثلته :
– الاسترحام: (أنا عبدك الفقير لرحمتك الراضى بقضائك). – إظهار التحسر : ( ما ذاكرت اليوم شيئا )
– إظهار الضعف والخشوع،: ( قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي) – إظهار الفرح (جاء الحق والتشم الشمل ..) .
– التوبيخ، كقولك: (أنا أعلم فيم أنت !). – التحذير، نحو (أبغض الحلال الطلاق) .
– الفخر، نحو: (أنا سيد ولد آدم ولا فخر) . – المدح، نحو: (فإنك شمس والملوك كواكب..).
وهو ما لا يحتمل الصدق أو الكذب وهو نوعان : – طلبي : وهو الأمر والنهى والاستفهام والنداء والتمني .
– غير طلبي : وهو التعجب والقسم والمدح والذم.وكم الخبرية .
– أولا : الأسلوب الإنشائي الطلبي :
1 – الأمــر : وهو كالتالي :
(أ) الفعل الأمر مثل : ” ربنا اغفر لنا ذنوبناً “. (ب) المضارع المقرون بلام الأمر مثل : ” لتقم بعملك “.
( ج) المصدر المنون مثل :” وبالوالدين إحسانا “. ( د ) اسم الفعل الامر مثل : ” عليك بتقوى الله “.
أغراض الأمر البلاغية : تفهم من سياق الكلام مثل :
– الدعاء : إذا كان الأمر من البشر إلى الله . مثل : قوله تعالى: (قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي) .
– الرجاء : إذا كان الأمر من الأدنى إلى الأعلى من البشر . مثل : انظر إلينا أيها المعلم .
– النصح والإرشاد : إذا كان الأمر من الأعلى إلى الأدنى من البشر ، مثل : اطلبوا الحكمة عند الحكماء
– الالتماس : إذا كان الأمر بين اثنين متساويين في المكانة .مثل : يا صاحبي تقصيا نظريكما .
– التعجيز : إذا كان الأمر يستحيل القيام به ؛ مثل : ( هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِه) .
– التمني : إذا كان الأمر موجهاً لما لا يعقل ، أو للمطالبة بشيء بعيد التحقق . مثل : سيرى أيتها السفينة .
– التحسُّر و الندم : إذا كان الأمر يتضمن ما يحزن النفس على شيء مضى و انتهى . مثل : رُدُّوا عَلَيَّ الصِّبَا .
– التهديد و التحذير : إذا كان الكلام يتضمن ما يخيف و يرهب . مثل : إذا لم تستح فاصنع ما شئت
2- النهــي :
ويأتي على صورة واحدة وهى المضارع المسبوق بـ [لا] الناهية. و النهي الحقيقي هو طلب الكف من أعلى لأدنى . = الأغراض البلاغية لأسلوب النهي مثل :
– الدعاء : (رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا) – التهديد : قال الأبُ متوعداً ابنه : لا تذاكر دروسك !
– التمني : لا ترحلي أيتها السفينة ! – النصح والإرشاد : (لا تطلبوا الحاجات في غير حينها،) .
– التيئيس :(لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ) – التحسر والندم : (لا تأملي يا نفس في الدنيا ) .
3- الاستفهـام :
الاستفهـام الحقيقي : هو طلب معرفة شيء مجهول ويحتاج إلى جواب،أما الاستفهـام البلاغي : لا يتطلب جواباً
= الأغراض البلاغية لأسلوب الاستفهـام :
– النفي: إذا حلت أداة النفي محل أداة الاستفهام و صح المعنى:مثل:(هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُون)
– التقرير و التأكيد : إذا كان الاستفهام منفياً : مثل : (أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا)
– الإنكار : إذا كان الاستفهام عن شيء لا يصح أن يكون : مثل :(أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ)
– التمني : إذا وضعت أداة التمني (ليت) مكان أداة الاستفهام ، واستقام المعنى مثل : ( فَهَلْ لَنَا مِنْ شُفَعَاءَ )
– التشويق : مثل : ( هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب ألبم )
4- النــداء :
-أدواته : أ /(أي)، وينادي بهما القريب، / (وا) و(أيا)، و(هيا) وينادى بها البعيد، / (يا) لنداء القريب والبعيد .
الاسم المعرف في بداية الجملة / الاسم المضاف لياء المتكلم في بداية الجملة
– من أغراض النداء البلاغية :
– إظهار التحسُّر والحزن : مثل : يا درة نزعت من تاج والدها . – الاستغاثة : مثل : يا الله للمؤمنين .
– التعجب : مثل : ( فلله كيف اختار واسطة العقد – التعظيم : مثل : يا أبناء الأمة أنتم الأمل المرتجى
– الاستبعاد : المنادى بعيد المنال مثل : يا بلاداً حجبت منذ الأزل . – التنبيه : مثل : يا صاحبي تقصيا نظريكما
5- التمنــي :
أداته الأصلية (ليت) وقد تستعمل في التمني أدوات أخرى هي (لو / هل / لعل / عسى).
وغالبا غرضه التحسر . مثل :- لو أعادوا الامتحان مرة أخرى . – ألا ليت الشباب يعود يوماً .
– هل إلى مرد من سبيل ؟ – عسى الشباب يطول أمده .
– ثانيا : الأسلوب الإنشائي غير الطلبي :
1- المدح و الذم : ( نعم / بئس / ساء ) مثل : نعم العمل الكفاح / بئس الأمم المتكاسلة / ساء صباح المنذرين
2- القسم : مثل : تالله لأكيدن أصنامكم
3- التعجب القياسي : ما أروع الحرية ! / أروع بالحرية !
4- الرجاء : باستخدام ( عسى / حرى / اخلولق ) مثل : اخلولقت السماء أن تمطر
5- كم الخبرية : كم من مناظر جميلة في مصر !
(3) الأسلوب الخبري لفظاً الإنشائي معنى ( غرضه الدعاء ) :
وغالبا يفيد : الدعاء مثل : (جزاك الله خيراً). ( حفظنى الله وإياك ) ( عافاك الله )
وأساليب التوكيد هي أساليب خبرية لحقتها أدوات توكيد و هي كالتالي :
م | أداة التوكيد | موضوع أداة التوكيد | المثال |
1 | إن – أن الناسختان | كل منهما تدخل على الجملة الأسمية | إن الظلم نهايته سيئة علمت أنك موجود |
2 | اللام (إن + اللام) | الواقعة في اسم إن الواقعة في خبر إن الواقعة في جواب القسم | إن في السماء لخبرا إن الأبرار لفي نعيم تالله لأكيدن أصنامكم |
3 | قد – لقد | مع الفعل الماضي | قد أفلح المؤمنون لقد خسر الكافرون |
4 | القسم : اللام + النون | مع الجملة الأسمية أو الفعلية – حروف القسم (الواو – الباء – التاء) | ورب الكعبة لأجاهدن تالله لأجتهدن |
5 | نون التوكيد | – مع الفعل المضارع | لأعاقـبن المهمل/ لأشجعن المجتهد |
6 | التوكيد اللفظي | – تكرار اللفظ | كلا إذا دكت الأرض دكاً دكا |
7 | التوكيد المعنوي | (كل – جميع – كلا – كلتا – نفس – جميع) | أشجع المتفوقين جميعهم “فسجد الملائكة كلهم أجمعون” |
8 | ما الزائدة (حذفها لا يخل بالمعنى) | تفصل بين أداة الشرط وفعلها بعد (كي/غير/عن) | إذا ما صليت دخلت الجنة عما قريب ستمتحن ضربته من غير ما قصد |
9 | الباء الزائدة | في خبر ليس في خبر ما المشبهة بليس | “أليس الله بأجكم الحاكمين” “وما ربك بظلام للعبيد” |
10 | المفعول المطلق | – الذي يأتي مؤكد للفعل فقط | نحارب الأعداء حرباً |
غرض التوكيد : – إذا كانت الجملة تحتوي على أداة توكيد واحدة يكون الغرض إزالة الشك
– إذا كانت الجملة تحتوي على أداتين أو أكثر يكون إزالة الإنكار
– ومعناه تخصيص شيء بشيء . وقيمته الفنية : التخصيص و التوكيد / و أدوات القصر كالتالي:
م | أداة القصر | المثال | التوضيح |
1- | النفي والاستثناء | ما محمد إلا رسولا لا أحب سوى المؤمن لن أدعو غير الله | يأتي النفي والاستثناء لأمر ينكره المخاطب أو يشك فيه.أدوات النفي (ما–لا–لن–ليس– لم) أدوات الاستثناء (إلا–غير–سوى) |
2- | إنما | إنما إلهكم الله إنما المؤمنون أخوة إنما يتذكر أولو الألباب | تأتي إنما لأمر لا ينكره المخاطب أو يجهله ويكون المقصور عليه مؤخراً وجوبا. تتكون إنما من (إن الناسخة+ما الكافة) |
3- | تقديم ماحقه التأخير | – تقديم الجار والمجرور على الفعل أو الفاعل أو المفعول:- – إلى الله اشكو – -يتحقق بالمذاكرة النجاح – تقديم المفعول على الفاعل – أكلت التفاحة هند – إنما يخشى الله من عباده العلماء – تقديم الخبر على المبتدأ المعرفة – لله الأمر/ على الله رزقنا | الأديب إذا غير من ترتيب وبناء الجملة اسمية أو فعلية إنما يرجع إلى علة بلاغية وهي الاهتمام بالمتقدم أو إفادة القصر. |
4- | تعريف طرفي الجملة الاسمية | نحن الصفوة تلك قدرتي | المبتدأ معرفة (ضمير/ الخبر معرف بأل المبتدأ معرفة(اسم إشارة)/ الخبر معرف بالإضافة |
5- | العطف بلا بل لكن | أحب الحق لا الظلم ما يفلح المهمل بل المجد لا أدرس الهندسة لكن الطب | لا العاطفة/ تثبت ما قبلها وتنفي ما بعدها بل ولكن العاطفتان/ تنفي ما قبلها وتثبت ما بعدها و تسبق بنفي |
(أ) : الإيـــجــــاز :
هو التعبير عن الأفكار الواسعة و المعاني الكثيرة بالألفاظ القليلة . وهو نوعان :
أ – الإيجاز بالقصر : ويكون بتضمين العبارات القصيرة معاني كثيرة . ويوجد في القرآن و الحديث الشريف
– مثل : قوله تعالى:(ولكم في القصاص حياة ) العبارة توضح معاني كثيرة من تخويف للقاتل و حقن للدماء – وفي قول الرسول (ص): ( إذا لم تستح فاصنع ما شئت) ، الكثير من المعاني التي يحملها ذلك الأمر التهديدي ،
– سر جمال الإيجاز :إثارة العقل وتحريك الذهن ، وإمتاع النفس .
ب – الإيجاز بالحذف : ويكون بحذف كلمة أو حرف أو جملة أو أكثر مع تمام المعنى .
1– أيجاز بحذف حرف النون من( يكن / تكن / أكن ) في حالة الجزم مثل / ( لم اك بدعائك رب شقيا )
2- أيجاز بحذف حرف النداء ( اسم معرف / علم / اسم مضاف لياء المتكلم ) في بداية الجملة مثل :
بني مصر انهضوا / أبناء شعبي أحبكم / ولدي – وطني – بلدي
3- إيجاز بحذف المبتدأ ( كلمة نكرة في بداية الجملة ) مثل : شاك إلى البحر و التقدير أنا شاك
4- إيجاز بحذف الخبر ( بعد لولا أذا كان الخبر كون عام / لا شك ) مثل لولا الرعاية لزاد التشرد
5– إيجاز بحذف المخصوص بالمدح أو الذم ( نعم أو بئس +فاعل ولا يوجد مخصوص ) مثل: نعم دار المتقين
6- إيجاز بحذف الفاعل ( مع الفعل المبني للمجهول ) مثل : كوفئ المجتهد / ضربت عليهم الذلة والمسكنة
7– إيجاز بحذف المفعول به ( فعل في نهاية الجملة / نهاية الشطر ) مثل : إذا نعمة أتت شكرت
8- إيجاز بحذف الفعل ( مصدر منون في بداية الجملة / أسلوب الإغراء ( الزم) / أسلوب التحذير ( احذر )
مثل : ” صبرا على الشدائد / العمل العمل / التهاون التهاون
9- إيجاز بحذف الموصوف ( غالبا يكون مفعول مطلق ) مع كلمة منون تعود على مصدر الفعل مثل “
( كثيرا / سريعا / طويلا / حثيثا / جليا / شديدا ) مثل : ذكر الله كثيرا ( ذكر ذكرا كثيرا )
10- إيجاز يحذف جواب الشرط ( إذا / لو /إن + فعل شرط ولا يوجد جواب ) مثل : أحب المتفوق إذا التزم )
(ب) : الإطـنـــاب
هو أداء المعنى بأكثر من عبارة سواء أكانت الزيادة كلمة أم جملة بشرط أن تكون لها فائدة فإذا خلت الزيادة من الفائدة فلا يسمى الكلام معها إطنابا ، بل تطويلا أو حشوا لا داعي له ، وهو مذموم .
– أنواع الاطناب : كالتالي :
1) بالترادف : وهى المجئ بكلمات أو جمل تحمل نفس المعنى
مثل (صارت له عادة وخلقا ) ، ( قال الرجل ثم حدثنا )
2) بالاعتراض : وهى كلمة أو جملة تأتى فى تنايا الكلام وتكون زائدة عليه
مثل : جئتك – أطال الله عمرك – أمس ورقاء قد شفها – إذ شفنى – حزن
- إطناب عن طريق ذكر الخاص بعد العام : ( اسم ( عام) + و + اسم ( جزء مما ذكر قبل الواو )
رأيت البحر والسفن / أجب الملائكة وجبريل / شاهدت السماء و النجوم / أجب الوجه و العينين .
4 ) إطناب عن طريق ذكر العام بعد الخاص : (اسم ( جزء مما ذكر بعد الواو + و + اسم ( عام)
رأيت السفن والبحر / أجب جبريل و الملائكة / شاهدت النجوم و السماء / أحب العينين و الوجه
5) إطناب عن طريق الاعتراض بالاحتراس : ( كلمة زائدة تأتي لمنع الفهم الخاطئ ) :
– كقول الرسول : (المُؤْمِنُ القَوِيُّ خَيْرٌ وَأحَبُّ إلى اللَّهِ تَعالى مِنَ المُؤْمِنِ الضَّعِيفِ ، وفي كُلٍّ خَيْرٌ)
– طرقت الباب و لم يفتح لي صديقي لأنه لم يكن بالداخل
6 – إطناب عن طريق التعليل : ( جملة تعلل ما قبلها ) .
كقوله تعالى:(وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ) .
7 – إطناب عن طريق التفصيل بعد الإجمال : وهو أن نأتي بكلمة تفسر بأقسام يفصل بينها الواو
– كقول الرسول : { بُنِيَ الْإِسْلَامُ عَلَى خَمْسٍ : شَهَادَةُ أَنْ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ , وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ , وَ إِقَامُ
الصَّلَاةِ , وَ إِيتَاءُ الزَّكَاةِ , وَ حَجُّ الْبَيْتِ , وَ صَوْمُ رَمَضَانَ } .
– الطفل يحب اثنين : أمه و أباه – ونفس الشريف لها غايتان: ورود المنايا و نيل المنى
8 – إطناب عن طريق التكرار :
كقوله تعالى :(فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً ، إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً) / أنت أنت القاضي
9 – إطناب عن طريق التذييل : وهو أن نأتي بجملة تحمل نفس معنى الجملة السابقة عليها للتأكيد .
مثل : – قوله تعالى ( قل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا )
– ( استطاعت مصر القضاء على الخلاية الإرهابية ، والعدل أساس الملك ).
س1 : ما مفهوم التجربة الشعرية ؟
جـ : التجربة الشعرية هي الخبرة النفسية للشاعر حين يقع تحت سيطرة مؤثر ما (موضوع انفعل به) يستهويه ، فيندمج فيه بوجدانه وفكره مستغرقاً متأملاً حتى يتفجر ينبوع الإبداع لديه فيصوغه في الإطار الشعري الملائم لهذه التجربة .
% تذكر أن :
التجربة الشعرية : رؤية و معايشة – انفعال صادق – تعبير .
مثال : يقول الشابي بعنوان نشيد الجبار :
1 – سأعيش رغم الداء والأعـداء كالنســـر فوق القمة الشماء
2 – أرنو إلى الشمس المضــيئة هازئا بالسحب والأمطار والأنواء
3 – لا ألمح الظـل الكئيب ولا أرى ما في قرار الهوة الســـوداء
* انفعل الشاعر بظروف وطنه الواقع تحت سيطرة الاستعمار البغيض (الاستعمار الفرنسي) ، وبظروفه الشخصية ؛ حيث يحيط به الحاقدون ، وتشتد عليه وطأة المرض(معايشة) ، فجاشت “تحركت ” عاطفته و تأثر وجدانه حينما مر بهذه الخبرة النفسية (انفعال) ، فعبر عن تجربته الشعرية الصادقة بهذا النص (تعبير) .
س2 : ما أنواع التجارب الشعرية ؟
جـ : أنواع التجارب الشعرية :
1 – ذاتية : و هي ما تعبر عن ذات الشاعر و تصور أحاسيسه و مشاعره مثل قصيدة ” المساء ” لمطران ، وقصيدة ” في رثاء مي” للعقاد.
2 – عامة : و هي ما تتجاوز ذاتية الشاعر لتعبر عن آفاق عامة سياسية مثل قصيدة ” دعوة إلى الثورة على الظلم ” للبارودي ، أو اجتماعية مثل قصيدة ” كم تشتكي ” لإيليا .
3 – ذاتية تحولت إلى عامة : و تظهر عندما ينفعل الشاعر بموضوع معين فيؤدي شدة انفعاله إلى تحويلها إلى تجربة تتناول مشكلات الآخرين مثل قصيدة ” غربة و حنين ” لشوقي .
س3 : ما موضوعات التجربة الشعرية ؟
جـ : موضوعات التجربة ليست محددة ، فهي تتسع و تتنوع لتشمل كل ما في الحياة صغر أو كبر مما يؤثر في نفس الشاعر من النواحي الكونية أو النفسية أو الاجتماعية ، ونوع الموضوع (تافهاً أو خطيراً) ليس أساسا في قيمة التجربة ، وإنما أساسها دائما صدق الانفعال به ، ولكن إذا اجتمع جلال (عظمة) الموضوع وصدق العاطفة زاد ذلك من قيمة التجربة وسما به .
&عناصر التجربة الشعرية
س4 : ما عناصر التجربة الشعرية ؟
جـ : عناصر التجربة الشعرية :
1 – الوجدان : المشاعر – الأحاسيس – الانفعال – العاطفة ومنبعها ” القلب ” .
2 – الفكر : خواطر تندمج بالمشاعر والأحاسيس مصدرها ” العقل ” .
3 – الصورة التعبيرية : وتشمل الألفاظ والعبارات والتراكيب والصور والموسيقى ” الصياغة الشعرية ” .
% لاتنسَ
أن الفكر بالنسبة للقصيدة يمثل جسدها والعاطفة روحها … فلا يمكن لأحدهما أن يستغني عن الآخر .
& الوجدان :
س5 : تحدث عن الوجدان في التجربة الشعرية .
جـ : لابد من تحقق شرط أساسي في التجربة الشعرية و هو : ” الصدق الفني الشعوري ” و هو ما يسمى بالوجدان ، و هو انفعال الشاعر بتجربته (من حزن – ألم – سرور – سعادة – يأس – أمل – حب – كراهية – غضب – فخر ..إلخ) و استغراقه فيها ، و التعبير عما يعانيه بصدق ، و بلا زيف أو مبالغة وبدون الصدق الشعوري لا يعد الشعر شعراً ؛ فالوجدان الصادق أساس التجربة ، هو الذي يمنح الشعر الحيوية و القوة و التأثير .
س6 : ماذا نقصد بالصدق الشعوري (الوجداني) ؟
جـ : نقصد بالصدق الشعوري (الوجداني) :
1 – صدق الانفعال بالتجربة و الاستغراق فيها .
2 – صدق التعبير عنها بلا زيف أو مبالغة .
% لا تنسَ
أن ما يخرج من القلب مكانه القلب ، و ما يخرج من اللسان لا يتعدى الأذن .
س7 : اذكر بعض التجارب الشعرية التي لاتعد من التجارب الناجحة .
جـ : بعض التجارب الشعرية التي لا تعد من التجارب الناجحة :
1 – الشعر الصادر عن الحس الظاهري دون اندماج شعوري فيه .
2 – شعر المناسبات الذي ينظم بغير إحساس صادق .
3 – شعر المحاكاة للآخرين أو الطبيعة دون انفعال أو إحساس صادق .
4 – السرقات الشعرية التي يرى فيها الشاعر بعين غيره ويحس بحس غيره ، ولا يضيف جديدا.
& الفكر :
س8 : ماذا نقصد بالفكر ؟
جـ : نقصد بالفكر موضوع القصيدة أو فكرتها العامة و مجموعة الأفكار الجزئية التي تندرج تحت إطار الموضوع العام .
س9 : هل يمكن أن تخلو التجربة من الفكر ؟ و لماذا ؟
جـ : لا ، فليس معنى أن الشعر تعبير عن تجربة وجدانية خلوه من الفكر ، فأساس الشعر الجيد أن يمتزج الفكر مع الوجدان ، و أهمية الفكر ترجع إلى أنه :
1 – يمنح التجربة عنصر الدقة .
2 – ويحول دون انسياب العاطفة
3 – ويساعد على تنسيق الخواطر والصور والربط بين أجزائها فالشاعر الحق هو الذي يفكر بوجدانه ، ويشعر بعقله ..
و لذلك يعاب قول الشاعر الذي فيه انسياب للعاطفة دون فكر :
واها لسلمى ثم واها واها *** يا ليت عيناها لنا وفاها
فقد أكثر الشاعر من ” واهاته ” ولم يبلغ أعماق النفوس ، ولم يؤثر فيها .
س10 : ما أشد التجارب الشعرية تأثيرا في النفس ؟
جـ : أشد التجارب الشعرية تأثيراً تلك التي اجتمع فيها صدق الوجدان و عمق الفكر ، وسمو المعنى وإنسانيته ؛ لأنها حينئذ تحلق في آفاق رحبة وتسمو إلى مستوى إنساني يضمن لها البقاء والخلود.
&الصورة التعبيرية :
س11 : ما المراد بعنصر الصورة التعبيرية ” الصياغة الشعرية ” ؟
جـ : الصورة التعبيرية ” الصياغة الشعرية ” عناصرها ثلاثة هي :
(أ) – الألفاظ والعبارات .
(ب) – الصور والأخيلة .
(جـ) – الموسيقا .
(أ) – الألفاظ والعبارات :
الكلمة هي مادة التعبير عن التجربة الشعرية وهي الأداة السحرية في يد الشاعر بما يحمِّلها خلال الصياغة من دلالات وإيحاءات ، و ليس هناك ألفاظ خاصة بالشعر فكل كلمة يمكن استخدامها بحيث تغني في موقعها ما لا تغني كلمة أخرى .
س12 : ما مقاييس جمال اللفظة ؟ أو ما القوانين التي تحكم جمال اللفظة ؟
جـ : قد وضع البلاغيون كثيراً من المقاييس التي تحكم جمال اللفظة من :
1 – السهولة و الوضوح و الدقة في موضعها .
2 – مطابقتها لقوانين اللغة في النحو والصرف.
3 – البعد عن الغرابة و الألفاظ المهجورة .
4 – البعد عن الابتذال (أي قربها إلى العامية) .
5 – عدم تنافر الحروف ، لذلك عاب النقاد قول الشاعر :
و قبر حرب بمكان قفر و ليس قرب قبر حرب قبر
6 – ملاءمتها للموضوع جزالة ورقة ، وكذلك ملاءمتها الجو النفسي فإن كان الشاعر سعيداً ترقرق البشر من ألفاظه وإن كان حزيناً شعرت بالمرارة في تعبيره .
% لا تنسَ
أن مقياس جمال اللفظة أو العبارة هو أن غيرها لا يغني عنها في موقعها .
مثل كلمة ” الطين ” التي قد تبدو غير صالحة للشعر ولكن ” إيليا أبو ماضي” استخدمها في موضعها في قوله عن إنسان نسى أصله وتكبر :
نسى الطِّينُ سَاعَةً أَنَّهُ طِينٌ حَقِيرٌ فَصَالَ تَيهًا وَعَرْبَد
(ب) – الصور والأخيلة :
– الخيال من أقوى الوسائل في التعبير عن الفكر والشعور معاً تعبيراً مؤثراً ، فهو أشبه بثوب العروس الذي تتجمل به القصيدة ..
& الصورة الخيالية نوعان :
1 – خيال جزئي : التشبيه والاستعارة والكناية و المجاز .
2 – خيال كلي : و يسمى أيضاً بالصورة الشعرية أو اللوحة الفنية أو الصورة الكلية ، و طريقة التعامل مع الأبيات لاستنتاج و رسم الصورة يتمثل في :
1 – وصف الصورة من خلال ألفاظ الشاعر و وجدانه .
2 – تحديد أجزاء الصورة و هي الأشياء المحسوسة التي يمكن أن ترى و تحس .
3 – استنتاج أطراف الصورة و هي :
أ – الصوت : في الألفاظ التي نسمع من خلالها صوتاً .
ب – اللون : في الألفاظ التي نرى من خلالها لوناً .
جـ – الحركة : في الألفاظ التي نحس من خلالها حركة .
مثال تطبيقي للخيال الكلي :
شَاكٍ إلي البحرِ اضْطِرَابَ خَواطِرِي فَيُجِيبُنِي برِياحِهِ الهَوْجاءِ
ثاوٍ علي صَخْرٍ أَصَمَّ وَلَيْتَ لي قَلْبًا كهَذِي الصَّخْرَةِ الصـمَّاءِ
يَنْتابُها مَوْجٌ كمَوْجِ مكارِهِي ويَفُتُّها كالسُّقْمِ في أعضـــائِي
رسم مطران في الأبيات صورة كلية أبدعها بفكره و لونها بعاطفته
– أجزاؤها : (الشاعر – البحر – الرياح – صخر – موج) .
– خطوطها : صوت نسمعه في (شاك – يجيب – صوت الرياح والموج) ، وحركة نحسها في (اضطراب – هوجاء – ينتابها موج – يفتها) ، ولون نراه في (زرقة البحر – لون الصخر) .
% تذكر أن :
الصورة الممتدة : يكون المشبه في الصور واحداً ، و المشبه به متعدداً مثل قول القائل :
الفتاة بدر في بهائها ، شمس في ضيائها ، طاووس في خطوها .
س13 : ما مقاييس الجمال في الصور الخيالية ؟
جـ : مقاييس الجمال في الصور الخيالية :
1 – أن تكون ملائمة للموضوع وللجو النفسي : ولذلك عابوا قول شوقي في وصف أكفان ” توت عنخ آمون ” وهو مدرج فيها. [وكأنَّهُنَّ كمائِمٌ وكأنَّكَ الوردُ الجنين ] ؛ لأنه شبه الأكفان بأكمام الزهر ، وشبه جثة ” توت عنخ آمون ” بالورد في داخلها ، وشتان بين جمال الورد وجو الأكفان وجثة الميت .
2 – أن تصدر عن حس نفسي صادق ، وألا تكون مجرد صدى لإحساس ظـاهر.
ولذلك عابوا التشابه الشكلي في قول ابن المعتز و هو يصف الهلال:
انظر إليه كزورق من فضة قد أثقلته حمولة من عنبر
وفضلوا عليه قول شاعر معاصر يصف الهلال أيضا:
يا وَيْحَهُم قد شَبَّهُوكَ بمِنجَلٍ ماذا حَصَدْتَ ؟ أتَحْصدُ الأيَّامَا ؟
3 – أن ترتبط بغيرها من الصور الجزئية ، وتتلاءم جميعها مع الفكر والشعور بالتجربة. ولذلك عابوا قول شوقي يصف ” قصر أنس الوجود ” والمياه تحيط به.
قف بتلك القصور في اليم غرقى ممسكا بعضها من الذعر بعضا
كعذارى أخـفين في الماء بضا سابحات به وأبدين بضا (أي كتفاً)
فقد جعل هذه القصور أشخاصا يمسك بعضها ببعض خوف الغرق . وتلك صورة توحي بالذعر والفزع ، وفي البيت الثاني شبه القصور وقد اختفي جزء منها في الماء ، وظهر جزء بفتيات سابحات وقد اختفي جزء من أجسامهن وظهر جزء ، وهى صورة مشرقة فيها مرح وجمال ، ولا تجرى في سياق الصورة الأولى ، ولا تأتلف معها.
4 – أن تكون أقرب إلى الإيحاء منها إلى التعبير الصريح المباشر.
(جـ) – الموسيقا :
عنصر هام من عناصر الصياغة له تأثير عظيم يحقق للنفس المتعة حين يقرأ أو يسمع قصيدة .. لاحظ جمال التقسيم الموسيقي والإيقاع النغمي في قول أبي تمام :
تَدْبِـير مـُعْتَصـِمٍ بِاللـَّهِ مُنْتـَقــمٍ ***** لِلـَّهِ مـُرْتَقِـبٍ فِي اللَّهِ مُرْتِغـِب
س14 : الموسيقا في الشعر نوعان . وضح .
جـ : بالفعل الموسيقا في الشعر نوعان ” ظاهرة وداخلية “:
1 – الموسيقا الظاهرة (خارجية) : و تتمثل في :
– الوزن الواحد : و هو وحدات موسيقية تسمى تفعيلات ، ووظيفتها ضبط النغم وكل مجموعة منها تسمى بحرا
– وحدة القافية : و هي اشتراك بيتين أو أكثر في الحرف الأخير وحركته ، ووظيفتها ضبط الإيقاع ، وتحقيق المتعة .
– المحسنات البديعية : من جناس و حسن تقسيم و تصريع وكل ماله جرس صوتي تحسه الآذان.
2 – الموسيقا الخفية (الداخلية) : وتنبع من اختيار الشاعر لألفاظ موحية منسجمة ، و من جودة الأفكار و عمقها وترابطها وتسلسلها ، و من روعة التصوير.
س15 : ما شروط جودة القافية ؟
جـ : شروط جودة القافية :
1 – أن تكون نابعة من معنى البيت.
2 – ملائمة للجو النفسي.
3 – غير متكلفة ولا مجلوبة.
4 – أن تتفق مع قوانين اللغة .
5 – ألا توجد كلمة أخرى توضع مكانها و تكون أفضل منها .
س16 : ما عيوب القافية الموحدة
جـ : عيوب القافية الموحدة:
1 – تفكك القصيدة بجعل البيت وحدة مستقلة.
2 – التكلف في استعمال بعض الألفاظ لمجرد إتمام القافية.
3 – الحد من انطلاق الشاعر في التعبير لضيق حجم البيت.
4 – الملل من تكرار النغمة. وقد ظهرت محاولات كثيرة للتجديد في القالب الشعري من حيث القافية مثل (الموشحات – المقطوعة – الشعر المرسل) ومن حيث الوزن مثل (عدم تساوي الأبيات – تعدد البحور في القصيدة – الإكثار من البحور القصيرة المجزوءة أو المشطورة – الشعر الحر القائم على التفعيلة).
س17 : ما سمات الشعر الخالد ؟
جـ : سمات الشعر الخالد:
1 – صدق التجربة.
2 – مزج الأفكار بالعاطفة.
3 – سمو المعنى وإنسانيته.
4 – روعة التصوير والتعبير والموسيقا وملاءمتها للذوق والبيئة.
& ” الوحدة العضوية ” :
س18 : ما المقصود بالوحدة الفنية (الوحدة العضوية) في القصيدة ؟
جـ : المقصود الوحـدة الفنية (الوحدة العضوية) في القصيدة :
(أ) – وحدة الموضوع : و معناه أن القصيدة كلها تتحدث عن موضوع واحد ، و ليتحقق ذلك لابد أن تكون القصيدة أفكارها مرتبة مترابطة شاملة لكل أجزاء الموضوع ، ولذلك يعيب النقاد على الشعر القديم تعدد الأغراض في القصيدة وعدم ترتيب أفكارها ، وتفكك أبياتها ، وتناقض معانيها أحيانا ، كما يعيبون بعض شعراء ” المدرسة الكلاسيكية الجديدة ” من المعاصرين لهذا السبب .
(ب) – وحدة الجو النفسي (وحدة المشاعر) : و هي وحدة المشاعر التي أثارها هذا الموضوع بحيث تسير عاطفة الشاعر في اتجاه نفسي واحد ، فإذا انتقل الشاعر من جو نفسي إلى جو نفسي آخر ، و ليس بين الجوّين ارتباط فقد انعدمت وحدة الجو النفسي و بالتالي ضاعت الوحدة العضوية مثال ذلك قول شوقي يصف ” قصر أنس الوجود ” والمياه تحيط به.
قف بتلك القصور في اليم غرقى ****** ممسكا بعضها من الذعر بعضا
كعذارى أخفين في الماء بـضا ****** ســـابحات به و أبدين بضا
فقد جعل هذه القصور أشخاصا يمسك بعضها ببعض خوف الغرق ، وتلك صورة توحي بالذعر والفزع . وفي البيت الثاني شبه القصور وقد اختفي جزء منها في الماء ، وظهر جزء بفتيات سابحات وقد اختفي جزء من أجسامهن وظهر جزء ، وهي صورة مشرقة فيها مرح وجمال ، ولا تجري في سياق الصورة الأولى ، ولا تأتلف معها .