احلم معانا

احلم معانا : قل لا .. واحتفظ بمكانك

قل لا .. واحتفظ بمكانك
ولدت روزا لويس باركس عام ۱۹۱۳م، وكانت زنجية
سوداء انفصل والديها، فعاشت مع والدتها، وجـديها، وأخيهـا
الأصغر في مزرعة وتلقت تعليماً منزلياً حتى بلغت الحادية عشرة من
العمر.
أكملت باركس دراستها في إحدى مدارس مونتجمري ثم
انتقلت إلى مدرسة خاصة بالأفارقة الأمريكيين لإكمال المرحلة
الثانوية، إلا أنها أجبرت على التخلي عن دراستها للعناية بجدتها،
ووالدتها بعد أن أعياهما المرض.
وقد واجهت روزا العديد من مظاهر التمييز العنصري خلال
نشأتها، خاصة وأنها قد عاشت في إحدى مناطق الجنوب، والذي

كان التمييز العنصري فيه أشد من المناطق الأخرى في الولايات
المتحدة، وبموجب قانون جيم كرو؛ فقد كان المجتمعان الأبيض
والأسود منفصلين، يحكمهما قوانين تفضل المجتمع الأبيض على
الأسود، حتى من ناحية وسائل النقل، فقد كان على الأمريكيين
” السود” التخلي عن مقاعدهم للبيض.
كانت روزا باركس في الثانية والأربعين وتعمل خياطة عندما
أسهمت في صنع تاريخ الولايات المتحدة فقد كانت تجلس في حافلة
عمومية في بلدة مونتجمري عندما طالبها رجل أبيض بإخلاء
مقعدها له، وقد رفضت عاصية بذلك أوامر سائق الحافلة، وتمردت
على القواعد وقوانين الفصل العنصري في أمريكا، التي تفرض على
السود إخلاء مقاعدهم والتنازل عنها للركاب البيض، وانتهى الأمر
بضربها ورميها خارج الحافلة والقبض عليها وتغريمها ١٤ دولارا.
وكان هذا الموقف بمثابة الشرارة التي أشعلت حملة ضخمة
وقد أدى اعتقالها إلى بدء ۳۸۱ يوماً من الإضراب عن ركوب
الحافلات من قبل السود نظمه قس يدعى مارتن لوثر كينج

وكانت تلك الإحتجاجات بداية لإلغاء التمييز بين المواطنين على أساس
اللون في وسائل النقل ووصل الذروة في عام ١٩٦٤م بصدور قانون
الحريات المدنية الذي حرم التمييز على أساس العرق في الولايات
المتحدة.
وقد حصلت السيدة باركس فيما بعد على الوسام الرئاسي
للحرية عام ١٩٩٦ ، والوسام الذهبي للكونجرس وهو أعلى تكريم
مدني في البلاد.
وتوفيت زعيمة الحقوق المدنية روزا بارك عن عمر يناهز
الثانية والتسعين في ٢٤ أكتوبر ٢٠٠٥م.
هل تعلمت شيئاً من موقف روزا بارك ؟!
نعم أحسنت إن قوة التمسك بالحق هي التي تصنع التاريخ
وتشكل النتائج في حياة أصحابها.
وهو مبدأ أخبرنا به حبيبنا المصطفى عليه أفضل الصلاة
والسلام قبل ألف وأربعمائة عام .. فتأمله جيداً وابدأ بتطبيقه. “
المؤمن القوي خير وأحب الى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير”.
فكن قويا في تمسكك بقوة أهدافك ولا تسمح لأي كان أن
يطردك خارج حافلة النجاح فأنت لا تستحق أن ترمي على قارعة
استمتع .. بفشلك ولا تكن فاشلاً –
الفشل أيا كان السبب فالكريم المتفضل جعل الملائكة تسجد لك
فأي عذر يتبقى لك إن لم تمتطي صهوة النجاح والصمود وتقفز فوق
حواجز الفشل والازدراء ..!!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى