يقدم الحل، وهو وجوب البدء بإصلاح النفس ومنعها عن ضلالها (غيّها) أولاً. وعندما تُصلِح نفسك وتلتزم بما تدعو إليه، عندها فقط تكون حكيماً حقاً.
9
فَهُناكَ يُقبَل ما وَعَــظتَ وَيُقتَدَى بِالعِلمِ مِنكَ وَيَنفَعُ التَعـليمُ
يختم ببيان الثمرة: إذا صلح عمل الواعظ بعد قوله (فهناك)، فإن نصيحته ستُقبَل، وسيكون علمه قدوة للناس، ويتحقق النفع الحقيقي للتعليم.
💡 الأفكار الفرعية والضمنية في قصيدة أبي الأسود الدؤلي
الفكرة الرئيسية (الفرعية)
الأبيات المشتملة عليها
الأفكار الضمنية المستخلصة
1. التحذير من الحسد وترك مجاراة السفهاء
1, 2, 3
* سوء الحسد: النجاح يجلب العداوة من الفاشلين. * قيمة الوقت: مجادلة الجاهل مضيعة للوقت وعاقبتها سيئة (الندم). * الإنصاف في النقد: لا يجوز أن تلوم غيرك على أمر تفعله أنت.
2. التناقض بين القول والفعل (نقد الواعظ)
4, 5, 6, 7
* أهمية القدوة: القول المجرد من الفعل الصادق لا قيمة له. * إلزام النفس: المُعلِّم عليه أن يلزم نفسه بالتعاليم أولاً. * النصيحة المشروطة: النصيحة بلا التزام مثل وصف الدواء دون شربِه. * حرمة التناقض: التناقض بين الأمر والنهي عار وخزي عظيم.
3. وجوب إصلاح النفس كشرط للنجاح
8, 9
* بداية الإصلاح: الإصلاح يبدأ من الداخل (النفس). * المرجعية الأخلاقية: الحكمة الحقيقية تكمن في القدرة على نهي النفس عن الشر (الغي). * قبول النصيحة: لن تُقبَل الموعظة إلا إذا سبقتها القدوة الحسنة. * فاعلية التعليم: التعليم النافع هو ما يسبقه التزام المعلم به.
مواطن الجمال
(فاترك مجاراة السفيه)
الفاء تفيد السرعة. والبيت نتيجة لما قبله.
(فاترك مجاراة السفيه)
أسلوب إنشائي / أمر غرضه: النصح والإرشاد.
(السفيه)
التعريف للعموم والشمول ويوحي بقبح صفاته.
(فإنها ندم)
تعليل لما قبله. الأسلوب مؤكد بإن.
(ندم، غب، وخيم)
نكرات للتنفير والتهويل. الجمع بينهم لتأكيد الأثر السيئ لمحاورة السفيه.
(غب – بعد ذاك – وخيم)
أسلوب قصر للـتخصيص والتوكيد.
البيت الثاني (ككل)
كناية عن دعوة إلى البعد عن مجاراة السفيه.
سر جمال الكناية
الإتيان بالمعنى مصحوباً بالدليل عليه في إيجاز وتجسيم.
البيت الثالث: وَإِذا عَتِبتَ عَلى السَّـــفِيهِ وَ لُمْتَهُ فِي مِثْلِ ما تأَتي فَأَنتَ ظَلومُ
النقطة
التحليل البلاغي / النقدي
(وإذا عتبت …)
أسلوب شرط لـلتحذير والتخويف، ويبين ضرر عتاب الأحمق.
(عتبت – لمته)
إطناب بالترادف يفيد التوكيد.
(ما)
تفيد العموم والشمول.
(تأتي)
فيه إيجاز بحذف المفعول به للعموم والشمول.
(فأنت ظلوم)
تشبيه للمعاتِب بالظالم، سر جماله: التوضيح، ويوحي بسوء التصرف والحماقة.
(فأنت ظلوم)
نتيجة لما قبله (جواب الشرط).
(ظلوم)
صيغة مبالغة تفيد كثرة الظلم. جاءت نكرة للتحقير.
البيت الرابع: يا أيها الرجــــل الْمُعَـلِّمُ غَيْرَهُ هَلَّا لِنَفْسِـك كَانَ ذَا التَّعْلِيمُ
استعارة مكنية يشبه النفس إنساناً ينبغي وعظه ونصحه؛ حتى تكتسب نصائحه للآخرين مصداقية. سر جمالها: التشخيص.
(ابدأ – انهها)
محسن بديعي / طباق يبرز المعنى ويوضحه بالتضاد.
(بنفسك فانهها عن غيها)
استعارة مكنية حيث يصور النفس إنساناً ينهاه عن ظلمه وضلاله. سر جمالها: التشخيص.
(إذا انتهت)
استعارة مكنية تصور النفس إنساناً يتوقف عن الضلال. سر جمالها: التشخيص.
(فإذا انتهت …)
أسلوب شرط لـلحث والنصح والترغيب.
(فأنت حكيم)
نتيجة لما قبله. تشبيه للذي يصلح من نفسه بالحكيم. سر جماله: توضيح لفائدة التخلص من كل ضلال.
نقد لغوي
مأخذ على الشاعر تكرار حرف الهاء في كلمات متتالية [فَانَهها عَن غِيِّها.. فَإِذا انتَهَت عَنهُ] مما أثقل من جرس الكلمات وجعل هناك صعوبة في النطق، وهذا يتنافى مع سلاسة الشعر.
البيت التاسع: فَهُناكَ يُقبَل ما وَعَــظتَ وَيُقتَدَى بِالعِلمِ مِنكَ وَيَنفَعُ التَعـليمُ
النقطة
التحليل البلاغي / النقدي
(فهناك)
البيت نتيجة لما قبله. (هناك) اسم إشارة للتعظيم.
(يقبل، يقتدى)
بناء الفعلين للمجهول فيه إيجاز بحذف الفاعل للعموم والشمول.
(يقتدى بالعلم)
كناية عن العمل بما يقوله. سر جمالها: الإتيان بالمعنى مصحوباً بالدليل عليه في إيجاز وتجسيم.
(العلم – التعليم)
محسن بديعي / جناس ناقص يعطي جرساً موسيقياً يثير النفس وتطرب إليه الأذن.
البيت التاسع (ككل)
كناية عن سرعة الاستجابة وقوة التأثير. سر جمالها: الإتيان بالمعنى مصحوباً بالدليل عليه في إيجاز وتجسيم.
فَهُناكَ يُقبَل ما وَعَــظتَ وَيُقتَدَى بِالعِلمِ مِنكَ وَيَنفَعُ التَعـليمُ
نتيجة وثمرة للامتثال للأمر المذكور في البيت الثامن (إصلاح النفس أولاً).
نتيجة وثمرة
علاقات ضمنية أخرى
الأبيات
العلاقة
الشطر الثاني من البيت 2 (فَإِنَّها نَدمٌ وَ غِبٌّ بَعدَ ذاكَ وَخِـيمُ)
تعليل للشطر الأول (فاِترُك مُجَــارَاةَ السَّــفِـيهِ).
الشطر الثاني من البيت 3 (فَأَنتَ ظَلومُ)
نتيجة للشطر الأول (جواب الشرط: وإذا عتبت).
الشطر الثاني من البيت 8 (فَأَنتَ حَكيمُ)
نتيجة للشطر الأول (جواب الشرط: فإذا انتهت عنه).
📝 التعليق والتحليل النقدي لقصيدة أبي الأسود الدؤلي
س1: غرض النص ودلالته
النقطة
الشرح
الغرض الشعري
النص من شعر الحكمة والوعظ.
دلالته
يدل على ذكاء العرب وحسن تفكيرهم، ويُبرز خبرات وتجارب قائله.
س2: خصائص أسلوب شعر الحكمة
مناسبة الألفاظ للمعاني ودقتها مع قلة الألفاظ.
جمال العبارة ووضوح الدلالة.
يحوي خبرات تكشفها الألفاظ بهدف الإصلاح.
دعم الصفات الطيبة في النفس.
قلة الصور الخيالية لاعتماده على الإقناع العقلي.
س3: الفكرة الرئيسة للنص
الفكرة الرئيسة هي ضرورة اتساق ومطابقة الأقوال مع الأفعال. فالإنسان إذا لم يطبق ما يقوله لا خير فيه.
س4: علل: قلة الصور الخيالية في النص
لأن الشاعر يعتمد على الإقناع العقلي أكثر من اعتماده على الإثارة العاطفية، بهدف توضيح الفكرة والتعليل لها.
س5: ملامح شخصية الشاعر (أبي الأسود الدؤلي)
حكيم ومُجرِّب.
ذكي و بليغ.
بارع في التعبير عن معانيه.
س6: تميُّز أسلوب الشاعر
الجانب
الميزات والخصائص
الألفاظ
سهلة، واضحة، فيها تأثر بالقرآن الكريم، والعبارة سلسة جيدة الصياغة دقيقة السبك (الصناعة).
الصور
جديدة، مبتكرة، مليئة بالحيوية والحركة، يضاف إليها الإقناع، وخاصة في باب الحِكَم والنصائح.
الأسلوب
يتميز بالسهولة والوضوح والدقة، وفيه إيجاز حيناً وتفصيل حيناً آخر.
الأفكار
جاءت مرتبة مترابطة تدور حول موضوع واحد هو “ضرورة اتساق ومطابقة الأقوال مع الأفعال”.
سمات أسلوب الشاعر (إجمال)
التأثر بألفاظ القرآن الكريم ومعانيه.
قلة الصور والأخيلة لاعتماده على الإقناع.
صوره مبتكرة تفيض حيوية وحركة.
السهولة والوضوح في الألفاظ.
جودة الصياغة في أساليبه.
التنويع بين الخبر والإنشاء للتوكيد.
الحكمة والخبرة الواسعة والالتزام بها.
الموسيقى في النص
الجانب
التفاصيل
الموسيقى الخارجية (الظاهرة)
تتمثل في وحدة الوزن والقافية. استخدم الشاعر بحر “الكامل”، وهو من الأبحر الهادئة التي تناسب الحكمة.
الموسيقى الداخلية (الخفية)
تعتمد على حسن انتقاء الألفاظ ودقتها، جودة الصياغة، ترتيب وترابط الأفكار، وجمال الصور الخيالية.
📝 أسئلة اختيار من متعدد على قصيدة أبي الأسود الدؤلي
أولاً: الأسئلة حول الأفكار والمعاني
السؤال: الفكرة الرئيسة التي تدور حولها القصيدة هي: أ. التحذير من الحسد وعواقب مجاراة السفهاء. ب. فضل التعليم والمعلم على المجتمع. ج. ضرورة مطابقة الأقوال بالأفعال والبدء بإصلاح النفس. د. ذم الظلم وبيان عاقبة الظالم.
الإجابة الصحيحة: ج
السؤال: علاقة الشطر الثاني بالشطر الأول في البيت التاسع (“فَهُناكَ يُقبَل ما وَعَظتَ…”) هي: أ. تعليل. ب. تفصيل بعد إجمال. ج. نتيجة. د. توضيح.
الإجابة الصحيحة: ج
السؤال: الغرض الشعري الذي يندرج تحته هذا النص هو: أ. الفخر. ب. الرثاء. ج. الحكمة والوعظ. د. الغزل.
الإجابة الصحيحة: ج
السؤال: البيت الذي يتضمن دعوة صريحة للبدء بإصلاح الذات قبل الغير هو: أ. حَسَـدوا الفَتى إِذ لَم يَنالوا سَـعـيَهُ. ب. لا تَنهَ عَن خُــــلُقٍ وَتَأتيَ مِثلَهُ. ج. تَصِفُ الدَّوَاءَ لِذِي السِّقَامِ وَذِي الضَّنَى. د. ابْدَأْ بِنَفسِـــكَ فَانَهها عَن غِيِّها.
الإجابة الصحيحة: د
السؤال: معنى كلمة “الغِيّ” في البيت الثامن هو: أ. التعب والضنك. ب. الضلال والجهل والفساد. ج. التكبر والعلو. د. الحقد والكراهية.
الإجابة الصحيحة: ب
ثانياً: الأسئلة حول الصور والأساليب البلاغية
السؤال: نوع الأسلوب في قوله: “فاِترُك مُجَــارَاةَ السَّــفِـيهِ” وغرضه البلاغي هو: أ. أسلوب خبري غرضه التقرير. ب. أسلوب إنشائي (نداء) غرضه التنبيه. ج. أسلوب إنشائي (أمر) غرضه النصح والإرشاد. د. أسلوب إنشائي (نهي) غرضه التحذير.
الإجابة الصحيحة: ج
السؤال: في قوله: “تَصِفُ الدَّوَاءَ لِذِي السِّقَامِ” صورة بيانية نوعها: أ. تشبيه بليغ. ب. استعارة مكنية. ج. استعارة تصريحية. د. كناية عن صفة.
السؤال: الغرض البلاغي من النداء في قول الشاعر: “يا أيها الرجــــل الْمُعَـلِّمُ غَيْرَهُ” هو: أ. التعظيم. ب. التوسل. ج. التنبيه والتهكم (الاستفهام الإنكاري الضمني). د. التحذير.
الإجابة الصحيحة: ج
السؤال: “قِلَّة الصور الخيالية في النص” دليل على: أ. ضعف خيال الشاعر. ب. اعتماد الشاعر على الإقناع العقلي. ج. رغبته في الإثارة العاطفية. د. أن القصيدة من الشعر الحديث.