الصف الثانى الثانوى

الصف الثانى الثانوى نصوص من تجارب الحياة

📜 قصيدة “تجارب الحياة” – زهير بن أبي سلمى

1. 😓 ملل الحياة وحدود العلم

#البيت
1سَـــئِمتُ تَكاليفَ الحَياةِ وَمَن يَعِش ** ثَمانينَ حَولاً لا أَبا لَكَ يَســـأَمِ
2وَأَعـلَمُ عِـلمَ اليَومِ وَالأَمــسِ قَبلَهُ ** وَلَكِنَّني عَن عِـلمِ ما في غَدٍ عَمِ

2. ⚖️ حِكم صائبة وقوانين الأخلاق

#البيت
3وَمَن يَجعَلِ المَعروفَ مِن دونِ عِرضِهِ ** يَفِرْهُ وَ مَن لا يَتَّقِ الشَّتمَ يُشتَمِ
4وَ مَن يَكُ ذا فَضـلٍ فَيَبخـل بِفَـضلِهِ ** عَلى قَومِهِ يُستَغنَ عَنهُ وَ يُذمَمِ
5وَمَن هابَ أَســــبابَ المَنَايَا يَنَلْنَهُ ** وَ إنْ يَرقَ أَسبابَ السَّماءِ بِسُلَّمِ
6وَمنْ يَجْـعَلِ المَعْرُوفَ فِي غَيْرِ أَهْلِهِ ** يَكُنْ حَمْـدُهُ ذَماً عَلَيْهِ وَ يَندَم
7وَمَن يَغتَرِب يَحسِــبْ عَدُوّاً صَديقَهُ ** وَمَن لا يُكَرِّم نَفسَـهُ لا يُكَرَّمِ

3. ✨ أخلاق الناس والجوهر الإنساني

#البيت
8وَمَهـما تَكُن عِندَ اِمرِئٍ مِن خَـليقَةٍ ** وَإِن خالَها تَخفَى عَلى الناسِ تُعلَمِ
9لِسَانُ الفَتَى نِصْفٌ ونِصْــفٌ فُؤادُه ** فَلَمْ يَبْقَ إلا صُوْرَةُ اللَّحْــمِ والدَّمِ

📜 تجارب الحياة لزُهير بن أبي سُلمى

القصيدة جزء من معلقته الشهيرة وتُعد من أروع نماذج شعر الحكمة في العصر الجاهلي.

🌟 التعريف بالشاعر: زهير بن أبي سلمى

  • النسب: ربيعة بن رباح المزني، من مُضَر.
  • المنزلة: حكيم الشعراء وإمام من أئمة الأدب الجاهلي.
  • البيئة الشعرية: نشأ في بيت شعري فريد؛ فكان أبوه وخاله وأخته وابناه (كعب وبجير) شعراء.
  • الحوليات: لقب به لأنه كان ينظم القصيدة في شهر ويُنقحها ويُهذِّبها لمدة سنة كاملة، فكانت قصائده تسمى (الحوليات).
  • مطلع المعلقة: “أَمِن أُمِّ أَوفى دِمنَةٌ لَم تَكَلَّمِ *** بِحَومانَةِ الدُرّاجِ فَالمُتَثَلَّمِ”

🎯 مناسبة القصيدة والقيم المنعكسة

الجانبالتفصيل
المناسبةقيلت إعجاباً بموقف الهرم بن سنان والحارث بن عوف، اللذين تبرعا بديات قتلى حرب داحس والغبراء (استمرت 40 سنة)؛ حقناً للدماء.
القيم الإيجابيةتعكس قيم العصر الجاهلي مثل الكرم، الشجاعة، وحب الآخرين، كما تكشف صعوبة الحياة في ذلك الزمن.

💡 شرح مُبسَّط لأبيات “تجارب الحياة”

أولاً: ملل الشيخوخة وحدود المعرفة

#البيتالشرح المُبسَّط
1سَـــئِمتُ تَكاليفَ الحَياةِ وَمَن يَعِش ** ثَمانينَ حَولاً لا أَبا لَكَ يَســـأَمِلقد مللتُ من أعباء الحياة ومتاعبها. ومن يطول عمره ويصل الثمانين عاماً، فمن الطبيعي أن يشعر بالسأم والضجر.
2وَأَعـلَمُ عِـلمَ اليَومِ وَالأَمــسِ قَبلَهُ ** وَلَكِنَّني عَن عِـلمِ ما في غَدٍ عَمِأنا أعرف الماضي والحاضر جيداً بتجربتي، لكني جاهل تماماً بأمور المستقبل، ولا يمكنني التنبؤ بما سيحدث غداً.

ثانياً: قواعد الأخلاق والسلوكيات (حِكم عملية)

#البيتالشرح المُبسَّط
3وَمَن يَجعَلِ المَعروفَ مِن دونِ عِرضِهِ ** يَفِرْهُ وَ مَن لا يَتَّقِ الشَّتمَ يُشتَمِالإحسان إلى الناس يصون شرفك ويحميه. ومن لا يتجنب الأسباب التي تجلب له الشتم والسب، فإنه سيُشتم حتماً.
4وَ مَن يَكُ ذا فَضـلٍ فَيَبخـل بِفَـضلِهِ ** عَلى قَومِهِ يُستَغنَ عَنهُ وَ يُذمَمِمن كان كريماً أو ذا مال وخير، ثم بخل به على قومه وأهله، فإنهم سيتخلون عنه ويذمونه ويستغنون عن وجوده.
5وَمَن هابَ أَســــبابَ المَنَايَا يَنَلْنَهُ ** وَ إنْ يَرقَ أَسبابَ السَّماءِ بِسُلَّمِمن يخف الموت ويحاول الفرار منه، فالموت سيصل إليه حتماً، حتى لو حاول الصعود إلى السماء بوسيلة للنجاة. (لا مهرب من القدر).
6وَمنْ يَجْـعَلِ المَعْرُوفَ فِي غَيْرِ أَهْلِهِ ** يَكُنْ حَمْـدُهُ ذَماً عَلَيْهِ وَ يَندَممن يُحسن إلى شخص لا يستحق إحسانه، فإن هذا المعروف سينقلب عليه ذماً وندماً بدلاً من الحمد والشكر.
7وَمَن يَغتَرِب يَحسِــبْ عَدُوّاً صَديقَهُ ** وَمَن لا يُكَرِّم نَفسَـهُ لا يُكَرَّمِالشخص الذي يغترب قد يخطئ في تقدير الناس ويظن عدوه صديقاً. وكذلك، من لا يصون كرامته ويحترم نفسه (بتجنب الدنايا)، فلن يجد احتراماً من الآخرين.

ثالثاً: حقيقة الجوهر الإنساني

#البيتالشرح المُبسَّط
8وَمَهـما تَكُن عِندَ اِمرِئٍ مِن خَـليقَةٍ ** وَإِن خالَها تَخفَى عَلى الناسِ تُعلَمِأي صفة أو خلق في الإنسان، مهما حاول إخفاءها عن الناس، فإنها لا بد أن تظهر وتنكشف للجميع في تصرفاته.
9لِسَانُ الفَتَى نِصْفٌ ونِصْــفٌ فُؤادُه ** فَلَمْ يَبْقَ إلا صُوْرَةُ اللَّحْــمِ والدَّمِقيمة الإنسان الحقيقية تكمن في جوهره لا شكله. هو نصفان: كلامه (لسانه) وفكره وقلبه (فؤاده)، أما الجسد فهو مجرد صورة من لحم ودم لا قيمة لها وحدها.

📝 التعليق العام على نص “من تجارب الحياة”

1. 🎯 الغرض والنوع الأدبي

  • الغرض الشعري: تنتمي هذه الأبيات بشكل رئيسي إلى غرض الحكمة. وهي خلاصة تجربة الشاعر الطويلة في الحياة.
  • نوع التجربة: هي تجربة عامة وإنسانية، حيث يتحدث الشاعر عن قوانين ومبادئ تحكم البشر جميعاً، وليست مجرد مشاعر شخصية خاصة به.

2. 💡 مصادر الحكمة وهدف الشاعر

  • مصادر الحكمة: نشأت حكمة زهير وتعمقت بفضل:
    • طول عمره: الذي أكسبه خبرة عميقة في الحياة والأحياء.
    • تأمله وتجربته: في تقلبات الدهر ومعرفة طبائع الناس.
  • هدف الشاعر: ليس مجرد السرد أو التباهي بالخبرة، بل يهدف إلى إرشاد وتوجيه قومه ومجتمعه (الذي عانى من حروب طويلة مثل داحس والغبراء)، ودعوتهم إلى الأخلاق الفاضلة وتجنب ما يؤدي إلى الشقاق والهلاك.

3. ⚖️ السمات الأسلوبية واللغوية

  • الأسلوب: اعتمد الشاعر على الأسلوب الخبري بكثرة، لأنه الأنسب لغرض التقرير والتأكيد على صدق الحِكم.
  • أسلوب الشرط: الإكثار منه (مثل “ومن يفعل…” أو “ومن لا يتق…”)، وهذا يضفي على الحكمة قوة المنطق والإقناع العقلي، ويربط السبب بالنتيجة بشكل حتمي.
  • الألفاظ والمعاني:
    • تجنب غريب الألفاظ ووحشيها (حوشي الكلام).
    • اتسم أسلوبه بـالإيجاز وعمق المعنى.

4. 🎨 الصور البلاغية والموسيقى

  • الصور والأخيلة (الخيال): تميز النص بـقلة الصور الخيالية المعقدة، والسبب هو أن غرض الحكمة يعتمد على الإقناع العقلي وليس على الإمتاع العاطفي أو الخيالي؛ فالهدف هو توضيح الفكرة والتعليل لها.
  • المحسنات البديعية: كثرة استخدام الطباق (مثل: أعلم – عمي، اليوم – الأمس، الحمد – الذم) والمقابلة؛ لإبراز المعنى وتوضيحه عن طريق التضاد.
  • الموسيقى:
    • موسيقى ظاهرة: نابعة من الوزن والقافية الموحدة (حرف الميم المكسور).
    • موسيقى داخلية: نابعة من حسن اختيار الألفاظ، جودة الصياغة، وترابط الأفكار.

🎨 التحليل البلاغي للبيتين (1-2)

البيت الأول: (سَـــئِمتُ تَكاليفَ الحَياةِ وَمَن يَعِش ثَمانينَ حَولاً لا أَبا لَكَ يَســـأَمِ)

الظاهرة البلاغيةالشرح والتأثير
(سئمت تكاليف الحياة)كناية عن شدة الضيق والملل والمعاناة من مشقات الحياة.
(تكاليف الحياة)استعارة مكنية؛ حيث صوّر الحياة بإنسان يُكلِّف ويُحمِّل الأعباء. سر جمالها: التشخيص. توحي: بمدى التعب والمعاناة.
(تكاليف)جمع يدل على الكثرة؛ أي كثرة الشدائد والمشاق التي تُرهق الإنسان.
(سئمت تكاليف الحياة)أسلوب خبري غرضه التقرير؛ لتقرير ضجر وملل الشاعر من طول الحياة.
(وَمَن يَعِش ثَمانينَ حَولاً)كناية عن كبر السن. وهي تعليل لما قبلها (إطناب بالتعليل). وهو أسلوب شرط غرضه التقرير.
(لا أَبا لَكَ)أسلوب خبري لفظاً إنشائي معنى (اعتراض) غرضه المدح أو الدعاء أو التنبيه. يمثل إطناباً بالاعتراض.
(يسأم)نتيجة لجملة الشرط، فنتيجة طول الحياة هي الشعور بالضيق والسأم.
(سئمت – يسأم)إطناب بالتكرار؛ لتأكيد المعنى (الملل من الحياة الطويلة).
التفاتالانتقال من ضمير المتكلم (سئمتُ أنا) إلى ضمير الغائب (يعش هو)؛ مما يُحرك الذهن ويثير الانتباه.
موازنة هامةعبارة “سئمت تكاليف الحياة” أدق وأجمل من “سئمت الحياة”، لأن الحياة نفسها لا تمل، بل تُمل مشاقها ومتاعبها.

البيت الثاني: (وَأَعـلَمُ عِـلمَ اليَومِ وَالأَمــسِ قَبلَهُ وَلَكِنَّني عَن عِـلمِ ما في غَدٍ عَمِ)

الظاهرة البلاغيةالشرح والتأثير
(علم اليوم)كناية عن الحاضر. ويُمكن اعتبار (اليوم) مجاز مرسل عن الحاضر، علاقته الجزئية (سر جماله الدقة والإيجاز).
(علم الأمس)كناية عن الماضي. ويُمكن اعتبار (الأمس) مجاز مرسل عن الماضي، علاقته الجزئية.
(غد)كناية عن المستقبل. ويُمكن اعتبارها مجاز مرسل عن المستقبل، علاقته الجزئية.
(أعلم – عمِ)محسن بديعي / طباق يبرز المعنى ويوضحه ويقويه بالتضاد.
(اليوم – الأمس)محسن بديعي / طباق يبرز المعنى ويوضحه ويقويه بالتضاد.
(الأمس – غد)محسن بديعي / طباق يبرز المعنى ويوضحه ويقويه بالتضاد.
(قبله بعد الأمس)كلمة متكلفة (حشو)؛ لأنها لا تضيف جديداً للمعنى بعد ذكر (الأمس).
(لكنني)استدراك؛ لمنع الفهم الخاطئ (لئلا يظن السامع أن علمه مطلق).
(عَن عِلمِ ما في غَدٍ عَمِ)كناية عن جهله وعجزه عن معرفة المستقبل. و**(ما)** اسم موصول يفيد العموم والشمول.
بين شطري البيتمحسن بديعي / مقابلة (القدرة على العلم في الشطر الأول مقابل العجز والجهل في الشطر الثاني) توضح المعنى وتقويه بالتضاد.


🎨 التحليل البلاغي المفصل (الأبيات 3-7)

1. البيت الثالث: المعروف وصون العرض (وَمَن يَجعَلِ المَعروفَ مِن دونِ عِرضِهِ…)

الظاهرة البلاغيةالشرح والتأثير
(ومن يجعل المعروف من دون عرضه)استعارتان مكنّيتان: تصوير العرض بشيء مادي يُحمى، وتصوير المعروف بحاجز أو درع يحمي العرض. سر الجمال: التجسيم.
(المعروف)جاءت معرفة؛ لتفيد التعظيم والعموم.
(يفره)استعارة مكنية تصوّر العرض بشيء مادي يُوفَّر ويُحفظ. سر الجمال: التجسيم. وهي نتيجة لما قبلها.
(يتق الشتم)استعارة مكنية تصور الشتم بإنسان يُتَّقى ويُتحاشى. سر الجمال: التشخيص.
(ومن لا يتق الشتم يُشتم)أسلوب شرط يفيد التأكيد على حتمية وقوع النتيجة.
(يُشتم)نتيجة لما قبلها. وهو إيجاز بحذف الفاعل لبنائه للمجهول.

2. البيت الرابع: البخل والذم (وَمَن يَكُ ذا فَضلٍ فَيَبخَل بِفَضلِهِ…)

الظاهرة البلاغيةالشرح والتأثير
(وَمَن يَكُ ذا فضل فيبخل… يستغن عنه)أسلوب شرط يفيد التأكيد على حتمية الذم للذي يبخل.
(فضل)جاءت نكرة لـالتعظيم.
(يَكُ)إيجاز بحذف حرف النون (أصلها يكن).
(يبخل بفضله)استعارة مكنية صوّر الفضل بمال يُبخل به. سر الجمال: التجسيم.
(ذا فضل – يبخل)محسن بديعي / طباق يبرز المعنى ويوضحه بالتضاد.
(على قومه)الإضافة تفيد التخصيص (ذمه لسوء طبعه في البخل على أقرب الناس).
(يستغن عنه ويذمم)نتيجة لما قبلها. العطف يدل على تنوع الردود السلبية.
(يستغن عنه ويذمم)كناية عن الكراهية والنفور من الإنسان البخيل.

3. البيت الخامس: حتمية الموت (وَمَن هابَ أَســــبابَ المَنَايَا يَنَلْنَهُ…)

الظاهرة البلاغيةالشرح والتأثير
(هاب أسباب المنايا)استعارة مكنية صوّر أسباب الموت بوحش يُخشى مواجهته. سر الجمال: التجسيم. التعبير بالجمع في (أسباب) يدل على تعدد وتنوع أسباب الموت.
(هاب)توحي بـشدة الخوف والذعر.
(ينلنه)نتيجة لما قبلها؛ والموت سيأتيه لا محالة.
(إنْ يَرقَ أَسبابَ السَّماءِ بِسُلَّمِ)إيجاز بحذف جواب الشرط (تقديره: فسيناله الموت).
(يَرقَ أَسبابَ السَّـماءِ بِسُلَّمِ)كناية عن الرغبة الشديدة في الهروب من الموت مع استحالة ذلك.
(سُلَّمِ)استعارة تصريحية تصوّر الوسائل التي سيتخذها للفرار من الموت بالسلم. سر الجمال: التجسيم والتوضيح.

4. البيت السادس: المعروف لغير أهله (وَمَنْ يَجْعَلِ المَعْرُوفَ فِي غَيْرِ أَهْلِهِ…)

الظاهرة البلاغيةالشرح والتأثير
(وَمنْ يَجْعَلِ المَعْرُوفَ فِي غَيْرِ أَهْلِهِ)كناية عن التصرف السيئ. ويجوز أن تكون استعارة مكنية (تصوير المعروف بشيء مادي يوضع في غير مكانه).
(وَمَنْ يَجْعَلِ المَعْرُوفَ…)أسلوب شرط للتأكيد. وكلمة (المعروف) جاءت معرفة للتعظيم والعموم.
(يَكُنْ حَمْدُهُ ذَماً عَلَيْهِ ويندم)نتيجة لما قبلها. وهو تشبيه حيث يشبه الحمد مع من لا يستحق بالذم والندم. سر الجمال: التوضيح.
(حَمْدُهُ – ذَماً)محسن بديعي / طباق يبرز المعنى ويوضحه بالتضاد.
(يندم)نتيجة لما قبلها.

5. البيت السابع: الغربة والكرامة (وَمَن يَغتَرِب يَحسِــبْ عَدُوّاً صَديقَهُ…)

الظاهرة البلاغيةالشرح والتأثير
(وَمَن يَغتَرِب يَحسِــبْ…)أسلوب شرط لبيان أن الجزاء من جنس العمل.
(يَحسِبْ عَدُوّاً صَديقَهُ)نتيجة لما قبلها. وهو تشبيه بليغ شبه العدو بالصديق. يوحي: بالرؤية الخاطئة وقلة الخبرة.
(عَدُوّاً)جاءت نكرة لـالتحقير.
(عَدُوّاً – صَديقَهُ)محسن بديعي / طباق يبرز المعنى ويوضحه بالتضاد.
(وَمَن لا يُكَرِّم نَفسَهُ)استعارة مكنية صوّر النفس بإنسان يُمنع تكريمه. سر الجمال: التشخيص.
(لا يُكَرَّمِ)نتيجة لما قبلها. بني الفعل للمجهول لـالعموم والشمول. وهو إيجاز بالحذف (حذف الفاعل).

🧠 ملحوظة بلاغية عامة

  • أسلوب الشرط: أي أسلوب شرط في هذه الأبيات يفيد التقرير والتأكيد. والجزء الثاني منه (جواب الشرط) علاقته بالجزء الأول (جملة الشرط) هي دائماً نتيجة.
  • تشويق القارئ: اعتماد الشاعر على أسلوب الشرط يمنح النص تشويقاً لأنه يجعل القارئ ينتظر الجواب باستمرار.

التحليل البلاغي المفصل (البيتان 8-9)

6. البيت الثامن: الأخلاق لا تُخفى (وَمَهـما تَكُن عِندَ اِمرِئٍ مِن خَـليقَةٍ…)

الظاهرة البلاغيةالشرح والتأثير
(وَمَهما تَكُن عِندَ اِمرِئٍ مِن خَليقَةٍ…)أسلوب شرط يفيد التأكيد على حتمية ظهور الأخلاق (الجواب).
(امرئ وخليقة)جاءت كلتا الكلمتين نكرتين لـالعموم والشمول.
(خَليقَةٍ تَخفَى عَلى الناسِ)استعارة مكنية تصور الخليقة بشيء مادي يُخفى ويُستر. سر الجمال: التجسيم.
(وَإِن خالَها تَخفَى عَلى الناسِ)إطناب بالاعتراض غرضه الشك (لأن صاحب الخلق يظن أن خلقه سيبقى سراً).
(تَخفَى – تُعلَمِ)محسن بديعي / طباق يبرز المعنى ويوضحه ويقويه بالتضاد.
(تُعلَمِ)نتيجة لجملة الشرط.

7. البيت التاسع: قيمة الفتى (لِسَانُ الفَتَى نِصْفٌ ونِصْــفٌ فُؤادُه…)

الظاهرة البلاغيةالشرح والتأثير
(لِسَانُ الفَتَى)مجاز مرسل عن الكلام والحديث، علاقته الآلية (أي اللسان هو الآلة التي يصدر بها الكلام). سر الجمال: الدقة والإيجاز.
(نِصْفٌ فُؤادُه)أسلوب قصر بتقديم الخبر النكرة (نصف) على المبتدأ المعرفة (فؤاده)؛ للتأكيد والتخصيص على أهمية الجوهر.
(لِسَانُ الفَتَى نِصْفٌ ونِصْــفٌ فُؤادُه…)كناية عن أهمية اللسان (الكلام) والقلب (الفكر والعاطفة) كعنصريْن أساسيين في تقييم الإنسان، وليست صورته الجسدية.
(فَلَمْ يَبْقَ إلا صُوْرَةُ اللَّحْــمِ والدَّمِ)أسلوب قصر عن طريق النفي بـ**(لم)** والاستثناء بـ**(إلا)** لـالتخصيص والتوكيد على أن الجسد مجرد صورة.
(صُوْرَةُ اللَّحْمِ والدَّمِ)تشبيه حيث صوّر اللحم والدم بالصورة أو الهيكل المادي. سر الجمال: التوضيح.

أسئلة وأجوبة التعليق العام على النص

. الغرض والتجربة والعاطفة

السؤالالإجابة
س1: من أي أغراض الشعر هذا النص؟من غرض الحكمة، والنص جزء من معلقته التي تبلغ 59 بيتاً.
س2: ما نوع التجربة الشعرية؟ وما العاطفة التي سيطرت على الشاعر؟التجربة: عامة؛ لأنه يتحدث عن حِكم إنسانية تخص البشر كلهم. العاطفة: سيطرت عاطفة الألم والمعاناة من طول الحياة ومشاقها، مع الاعتزاز بالمثل العليا والمبادئ الخلقية.

. مصادر الحكمة والأهداف

السؤالالإجابة
س3: ما مصادر حكمة زهير؟تجاربه الكثيرة، طول حياته، وتأمله في الكون.
س4: ما هدف زهير من هذه الحكم؟هدفه أن يرقى بالمجتمع الذي يعيش فيه ويفهم واقعه؛ ليتجنب الضرر والهلاك والشقاق، ويدعوهم لترك العادات المذمومة.
س6: لماذا لقب زهير بشاعر الحوليات؟لأنه كان يبذل جهداً كبيراً في تنقيح شعره وتهذيبه، ويقضي في نظم القصيدة حولاً (عاماً) كاملاً (كتابة 4 أشهر، تهذيب 4 أشهر، عرض على الخواص 4 أشهر).
س7: للبيئة أثر هام في شاعرية زهير. وضح.نشأ في بيئة شعرية خالصة: أبوه شاعر، وزوج أمه الشاعر أوس بن حجر، وخاله شاعر، وأخته شاعرة، وورث الموهبة ابناه كعب وبجير.

. الأساليب والسمات الفنية

السؤالالإجابة
س5: ما سمات أسلوب الشاعر؟* الإيجاز وحذف حشو الكلام. * تجنب التعقيد وغريب الألفاظ. * الإكثار من الحكم. * قلة الصور البلاغية. * كثرة الطباق بين الكلمات.
س8: ما مصادر الموسيقى في الأبيات؟ظاهرة: في الوزن (بحر الطويل)، والقافية الموحدة (الميم المكسورة). داخلية خفية: نابعة من انتقاء الألفاظ وحسن تنسيقها وروعة الصور وترابط الأفكار.
س9: ما الأساليب التي استخدمها الشاعر؟استخدم الأساليب الخبرية للتقرير، وأكثر من أساليب الشرط لبيان نتيجة الحِكم والربط بين الأسباب والمسببات.
س11: لماذا آثر الشاعر استخدام الأسلوب الخبري؟لأنه يناسب غرض الحكمة، ولـالتأكيد على صدق ما يقوله من تجارب إنسانية.
س12: علل: قلة الصور الخيالية في النص؟الصور قليلة لأن الشعر من نوع الحكمة، التي تعتمد على الإقناع العقلي لا الإمتاع العاطفي، بهدف توضيح الفكرة والتعليل لها.

س10: لماذا أكثر الشاعر من أساليب الشرط في القصيدة؟

  • للتأكيد والتقرير: للتأكيد على أن هذه الحِكم هي قوانين ثابتة؛ فحدوث الشرط يؤدي حتماً إلى الجواب.
  • لبيان النتيجة: ليربط بين الفعل وجزائه (الشرط والجواب)، مما يزيد من قوة الإقناع العقلي.
  • للتشويق: أسلوب الشرط يحرك الذهن ويجعل القارئ دائماً ينتظر الجواب المترتب على الفعل.

. مطابقة الأبيات مع المعاني (شواهد)

المعنى أو المقولةالبيت الدال عليه
تَعَبٌ كُلُّها الحَيَاةُ فَمَا أعْجَبُ إلاَّ مِنْ رَاغِبٍ فِي ازْدِياد (أبو العلاء المعري)سَـــئِمتُ تَكاليفَ الحَياةِ وَمَن يَعِش ** ثَمانينَ حَولاً لا أَبا لَكَ يَســأَمِ
إذا أنت أكرمت الكريم ملكته وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا (المتنبي)وَمنْ يَجْـعَلِ المَعْرُوفَ فِي غَيْرِ أَهْلِهِ ** يَكُنْ حَــمْـدُهُ ذَماً عَلَيْهِ وَ يَندَم
“الأخلاق لاتخفى، والتخلُّق لا يبقى”وَمَهـما تَكُن عِندَ اِمرِئٍ مِن خَـليقَةٍ ** وَإِن خالَها تَخفَى عَلى الناسِ تُعلَمِ
“إنما المرء بأصغريه: قلبه ولسانه”لِسَانُ الفَتَى نِصْفٌ ونِصْــف فُؤاده ** فَلَمْ يَبْقَ إلا صُوْرَةُ اللَّحْــمِ والدَّمِ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى