الصف الثانى الثانوى قراءة من آداب الصداقة

الموضوع :
يجب عليك متى حصل لك صديق أن تكثر مراعاته ، وتبالغ في تفقده(الاهتمام بأمره) ؛ ولا تستهين باليسير من حقه عند مُهم (أمر مقلق مفزع ) يعرض له أو حادث يحدث به.
فأما في أوقات الرخاء فينبغي أن تلقاه بالوجه الطلق والخُلق الرحب وأن تظهر له في عينك وحركاتك وفي هشاشتك وارتياحك عند مشاهدته إياك ما يزداد به في كل يوم وكل حال ثقة بمودتك وسكوناً إليك ويرى السرور فيها في جميع أعضائك التي تظهر السرور فيها إذا لقيك ؛ فإن التحفي الشديد عند طلعة الصديق لا يخفى .
ثم ينبغي أن تفعل مثل ذلك بمن تعلم أنه يؤثره ويحبه من جار أو صديق أو ولد أو تابع أو حاشية ، وتثني عليهم من غير إسراف يخرج بك إلى الملق (المجاملة الزائدة ، المداهنة) الذي يمقته عليك ويظهر له منك تكلف (تصنع ، تظاهر) فيه وإنما يتم لك ذلك إذا توخيت (تحريت ، دققت) الصدق في كل ما تثنى به عليه .
والزم هذه الطريقة حتى لا يقع منك توانٍ فيها بوجه من الوجوه وفي حال من الأحوال ، فإن ذلك يجلب المحبة الخالصة ، ويُهديك محبة الغرباء ومن لا معرفة لك به وكما أن الحمام إذا ألف بيوتنا وأنس لمجالسنا وطاف بها يجلب لنا أشكاله وأمثاله ، فكذلك حال الإنسان إذا عرفنا واختلط بنا اختلاط الراغب فينا الآنس بنا ، بل يزيد على الحيوان غير الناطق بحسن الوصف وجميل الثناء ونشر المحاسن .
واعلم أن مشاركة الصديق في السراء – وإن كانت – واجبة فإن مشاركته في الضراء أوجب وموقعها عنده أعظم . وانظر عند ذلك إن أصابته نكبة أو لحقته مصيبة أو عثر به الدهر كيف تكون مواساتك له بنفسك ومالك وكيف يظهر له تفقدك ومراعاتك ولا تنتظرن بأن يسألك تصريحاً أو تعريضاً بل اطلع على قلبه واسبق إلى ما في نفسه وشاركه في مضض (ألم) ما لحقه لتخفف عنه.
وإن بلغت مرتبة من الغنى فاغمس إخوتك فيها من غير امتنان ولا تطاول وإن رأيت من بعضهم نُبُوّاً عليك (إعراضاً ، ابتعاداً) أو نقصاناً مما عهدته فاختلط به واجتذبه إليك فإنك إن أنفت من ذلك (استكبرت) أو داخلك شيء من الكبر والصَّلَف (العجرفة) عليهم انتقض (انقطع) حبل المودة وانتكثت (ضعفت) قوته ومع ذلك فلست تأمن أن يزول عنك الغنى فتستحي منهم وتضطر إلى قطيعتهم حتى لا تنظر إليهم ، ثم حافظ على هذه الشروط بالمداومة عليها لتبقى المودة على حال واحد.
وليس هذا الشرط خاصاً بالمودة بل هو مطرد في كل ما يخصك أعنى أن مركوبك وملبوسك ومنزلك متى لم تراعها مراعاة متصلة فسدت وانتقضت. فإذا كانت صورة حائطك وسطوحك كذلك ومتى غفلت أو توانيت لم تأمن تقوضه وتهدمه ، فكيف ترى أن تجفو (تتجاهل ، تنفر) من ترجوه لكل خير وتنتظر مشاركته في السراء والضراء ومع ذلك فإن ضرر تلك يختص بك بمنفعة واحدة ، وأما صديقك فوجوه الضرر التي تدخل عليك بجفائه وانتقاض مودته كثيرة عظيمة ذلك أنه ينقلب عدواً وتتحول منافعه مضاراً فلا تأمن غوائله (شروره) وعداوته وينقطع رجاؤك فيما لا تجد له خلفاً ولا تستفيد عنه عوضاً ولا يسد مسده شيء ، وإذا راعيت شروطه وحافظت عليها بالمداولة أمنت جميع ذلك .
ثم احذر في صديقك وإن كنت متحلياً بأدب وعلم أن تبخل عليه بهما أو يرى فيك أنك تحب الاستبداد دونه والاستئثار عليه.
فليس أحد ينقص من العلم ما يأخذه غيره بل يزكو على النفقة ويربو مع الصداقة ويزيد على الإنفاق فإذا بخل صاحب علم بعلمه فإنما ذلك لأحوال فيه كلها قبيحة. وهي أنه إما يكون قليل البضاعة منه فهو يخاف أن يفنى ما عنده أو يرد عليه ما لا يعرف فيزول تشرفه عند الجهال ، وإما أن يكون مكتسباً به فهو يخشى أن يضيق مكسبه به وينقص حظه منه.
ثم احذر أن تنبسط بأصحابك وتحمل أحداً منهم على ذكر شيء في نفسه ولا ترخص في عيب شيء يتصل به فضلاً عن عيبه ولا يطمعن أحد في ذلك من أولي أنسبائك والمتصلين بك لا جداً ولا هزلاً وكيف تحتمل ذلك فيه ، وأنت عينه وقلبه وخليفته على الناس كلهم بل أنت هو فإنه إن بلغه شيء مما حذرتك منه لم يشك أن ذلك كان عن رأيك وهواك فينقلب عدواً وينفر عنك نفور الضد.
ثم احذر النميمة وسماعها ، وذلك أن الأشرار يدخلون بين الأخيار في صورة النصحاء فيوهمونهم النصيحة وينقلون إليهم – في عرض الأحاديث اللذيذة – أخبار أصدقائهم محرفة مموهة (يختلط الحق والباطل فيها) حتى إذا تجاسروا عليهم بالحديث المختلق يصرحون لهم بما يفسد مودتهم ويشوه وجوه أصدقائهم إلى أن يبغض بعضهم بعضاً ، وللقدماء في هذا المعنى كتب مؤلفة يحذرون فيها من النميمة ويشبهون صورة النمام بمن يحك بأظافيره أصول البنيان القوية حتى يؤثر فيها ثم لا يزال يزيد ويمعن حتى يدخل فيها المعول فيقلعه من أصله .
ويضربون له الأمثال الكثيرة المشبهة بحديث الثور مع الأسد في كتاب (كليلة ودمنة) ونحن نكتفي بهذا القدر من الإيماء (التلميح) ولست أترك مع الإيجاز والاختصار تعظيم هذا الباب وتكريره عليك لتعلم أن القدماء إنما ألفوا فيه كتب وضربوا له الأمثال وأكثروا فيه من الوصايا لما وراءه من النفع العظيم على السامعين من الأخيار ولما خافوه من الضرر الكثير على من يستهين به .
💖 آداب الصداقة (لابن مِسْكَوَيْه)
📌 أولاً: الرعاية العامة وإظهار الود
1. واجب التفقد في الشدة:
يجب عليك متى حصل لك صديق أن تكثر مراعاته، وتبالغ في تفقده (الاهتمام بأمره)؛ ولا تستهين باليسير من حقه عند مُهم (أمر مقلق مفزع) يعرض له أو حادث يحدث به.
2. آداب اللقاء في الرخاء:
- أما في أوقات الرخاء، فينبغي أن تلقاه بالوجه الطلق والخُلق الرحب.
- يجب أن تُظهر له في عينك وحركاتك وهشاشتك وارتياحك ما يزداد به ثقة بمودتك وسكوناً إليك.
- يجب أن يرى السرور في جميع أعضائك، فإن التحفي (الفرح الشديد) عند طلعة الصديق لا يخفى.
3. إكرام المحبين والصدق في الثناء:
- ينبغي أن تفعل مثل ذلك بمن تعلم أنه يؤثره ويحبه من جار أو صديق أو ولد أو تابع أو حاشية.
- تثني عليهم من غير إسراف يخرج بك إلى الملق (المجاملة الزائدة) الذي يمقته عليك ويظهر له منك تكلف (تصنع).
- يتم لك ذلك إذا توخيت (تحريت) الصدق في كل ما تثني به عليه.
4. المداومة على حسن الخلق:
- الزم هذه الطريقة حتى لا يقع منك توانٍ (تقصير) فيها.
- فإن ذلك يجلب المحبة الخالصة، ويُهديك محبة الغرباء.
- (تشبيه الحمام): كما أن الحمام إذا ألف البيوت يجلب أشكاله، فكذلك حال الإنسان إذا عرفنا واختلط بنا، بل يزيد على الحيوان بنشر المحاسن.
🛡️ ثانياً: المشاركة في الضراء وتجنب الكبر
1. تفضيل المواساة في الشدائد:
- اعلم أن مشاركة الصديق في السراء – وإن كانت – واجبة، فإن مشاركته في الضراء أوجب وموقعها عنده أعظم.
- عند المصيبة (نكبة أو عثر به الدهر)، يجب أن تكون مواساتك له بنفسك ومالك.
2. المبادرة وعدم الانتظار:
- لا تنتظرن بأن يسألك تصريحاً أو تعريضاً.
- اطلع على قلبه واسبق إلى ما في نفسه وشاركه في مضض (ألم) ما لحقه لتخفف عنه.
3. آداب الغنى والتواضع:
- إن بلغت مرتبة من الغنى فاغمس إخوتك فيها من غير امتنان ولا تطاول (تكبر).
- إن رأيت من بعضهم نُبُوّاً (إعراضاً) فاختلط به واجتذبه إليك.
- عواقب الكبر: إن أنفت (استكبرت) أو داخلك شيء من الكبر والصَّلَف (العجرفة) عليهم، انتقض حبل المودة.
4. ضرورة المداومة على المودة:
- حافظ على هذه الشروط بالمداومة عليها لتبقى المودة على حال واحد.
- (تشبيه الصيانة): هذا الشرط مطرد في كل ما يخصك، فمركوبك ومنزلك متى لم تراعها فسدت، فكيف تجفو من ترجوه لكل خير؟
5. خطر تحول الصديق إلى عدو:
- وجوه الضرر بجفاء الصديق عظيمة: لأنه ينقلب عدواً، وتتحول منافعه مضاراً، فلا تأمن غوائله (شروره)، وينقطع رجاؤك فيما لا تجد له خلفاً.
- إذا راعيت شروطه، أمنت جميع ذلك.
⛔ ثالثاً: محاذير تهدم الصداقة
1. البخل بالعلم والأدب:
- احذر أن تبخل عليه بالعلم والأدب أو يرى فيك أنك تحب الاستبداد (الانفراد) والاستئثار (التفضيل) عليه.
- فضل العلم: ليس أحد ينقص من العلم ما يأخذه غيره، بل يزكو على النفقة ويربو مع الصداقة.
- أسباب البخل القبيحة: إما أن يكون قليل البضاعة (فيخاف أن يفنى ما عنده)، وإما أن يكون مكتسباً به (فيخشى أن يضيق مكسبه).
2. عيب الصديق والنميمة:
- تجنب الانبساط المفرط: احذر أن تنبسط بأصحابك وتحمل أحداً منهم على ذكر شيء في نفسه.
- لا ترخص في عيب شيء يتصل به فضلاً عن عيبه هو، ولا يطمعن أحد في ذلك لا جداً ولا هزلاً.
- وحدة الصديقين: أنت عينه وقلبه، “بل أنت هو”، فإذا بلغه شيء مما حذرتك منه ينقلب عدواً.
3. التحذير من النميمة وسماعها:
- احذر النميمة وسماعها، فالأشرار يدخلون في صورة النصحاء.
- ينقلون أخبار الأصدقاء محرفة مموهة (يختلط الحق والباطل فيها) ليصرحوا بما يفسد المودة.
- (تشبيه النمام): يشبه النمام بمن يحك بأظافيره أصول البنيان القوية حتى يدخل فيها المعول فيقلعها من أصلها.
- القدماء ألفوا في هذا كتباً وأكثروا من الوصايا لما فيه من الضرر الكثير على من يستهين به.
| الكلمة | المعنى المرادف / الشرح |
| تفقده | الاهتمام بأمره والسؤال عنه. |
| مُهم | أمر مقلق مفزع أو حادث عظيم. |
| الرخاء | السعة واليسر وطيب العيش، وهي عكس الشدة والضيق. |
| الوجه الطلق | الوجه البشوش المتهلل والمستبشر. |
| الخُلق الرحب | الخُلق الواسع الحسن والسماحة في المعاملة. |
| هشاشتك | بشاشتك وسرورك واهتزازك فرحاً بلقائه. |
| توخيت | تحريت ودققت وقصدت. |
| إسراف | مجاوزة الحد والاعتدال. |
| الملق | المجاملة الزائدة أو المداهنة أو التملق (وهو المذموم). |
| يمقته عليك | يبغضه ويكرهه منك. |
| تكلف | تصنع وتظاهر بشيء ليس في طبيعتك. |
| توانٍ | تقصير أو تراخٍ أو إهمال. |
| موقعها | تأثيرها أو مكانتها أو قدرها. |
| نكبة | مصيبة أو كارثة أو شدة. |
| عثر به الدهر | أصابته مصيبة من مصائب الزمان. |
| مضض | ألم وحزن. |
| فاغمس إخوتك فيها | شارك إخوتك وأصدقاءك في الغنى واجعلهم يستفيدون منه. |
| امتنان | تفضّل أو تذكير بالجميل أو المنة (مما قد يؤذي الصديق). |
| تطاول | تكبر واستعلاء. |
| نُبُوّاً | إعراضاً أو ابتعاداً أو جفاءً. |
| أنفت من ذلك | استكبرت وترفعت عن ذلك. |
| الصَّلَف | العجرفة أو الغرور أو ادعاء ما ليس لك. |
| انتقض حبل المودة | انقطع وتفكك رابط الصداقة. |
| انتكثت قوته | ضعفت أو زالت قوته. |
| مطرد | جارٍ ومستمر ومنطبق. |
| تقوضه | سقوطه وهدمه وتفككه. |
| تجفو | تتجاهل وتتباعد وتنفر. |
| غوائله | شروره ومكائده التي لا يُؤمَن جانبها. |
| خلفاً | بديلاً أو عِوَضاً. |
| الاستبداد دونه | الانفراد بالشيء دون مشاركته فيه. |
| الاستئثار عليه | تخصيص النفس بالشيء دونه. |
| يزكو على النفقة | ينمو ويزيد ويتبارك بالعطاء. |
| يربو | يزداد ويكبر. |
| قليل البضاعة | قليل العلم والمعرفة. |
| ترخص في عيب | تسمح أو تتساهل في ذكر عيب. |
| النميمة | نقل الكلام بين الناس بقصد الإفساد. |
| محرفة مموهة | مغيرة ومزورة، يختلط الحق والباطل فيها. |
| تجاسروا عليهم | تشجعوا وتطاولوا عليهم. |
| الإيماء | الإشارة والتلميح غير الصريح. |
استخراج الأفكار الرئيسية والفرعية والضمنية من النص حول “آداب الصداقة” لابن مِسْكَوَيْه على النحو التالي:
💡 الفكر الرئيسية
تتمحور الرسالة الأساسية للنص حول ثلاثة محاور رئيسية:
- وجوب رعاية الصديق في جميع الأحوال: وتأكيد أهمية المبالغة في تفقده والاهتمام به، وعدم إهمال أي حق له، لا سيما في أوقات الشدة.
- قواعد السلوك القائم على الصدق والود: ضرورة إظهار السرور الحقيقي عند اللقاء، وتجنب الإفراط في المجاملة (الملق)، ومشاركة الصديق في الأفراح والأحزان.
- التحذير من عوامل هدم الصداقة: مثل البخل بالعلم، والكبر والصلف، وعيب الصديق، وأخطرها: النميمة وسماعها.
📑 الفكر الفرعية
تنقسم الأفكار الرئيسية إلى أفكار أكثر تفصيلاً تغطي واجبات الصديق ومحاذيره:
1. 🤝 واجبات المودة والمراعاة
- الإكثار من المراعاة والتفقد: لا سيما عند وقوع أمر مقلق أو حادث (مُهم).
- إظهار السرور الصادق في الرخاء: استقبال الصديق بـ “الوجه الطلق والخُلق الرحب” والتعبير الجسدي عن الفرح بلقائه لزيادة ثقته.
- حسن معاملة من يحبه الصديق: يشمل ذلك جيرانه وأقاربه وأتباعه، والثناء عليهم بصدق دون الخروج إلى الملق والتكلف.
- المداومة على الود: الالتزام بهذه الطريقة باستمرار، دون تراخٍ (توانٍ)، لأن ذلك يجلب المحبة الخالصة وحتى محبة الغرباء.
- قاعدة الحمام: تشبيه جلب المحبة واستقطاب الناس إلى الصديق بجلب الحمام لأشكاله وأمثاله إذا ألف المكان.
2. 💖 مشاركة الضراء أوجب من السراء
- أهمية المواساة في الشدة: مشاركة الصديق في الضراء أوجب من السراء وموقعها عنده أعظم.
- المواساة بالنفس والمال: كيفية إظهار التفقد والمراعاة تكون بالدعم المادي والمعنوي.
- المبادرة بالدعم: عدم انتظار أن يطلب الصديق المساعدة تصريحاً أو تعريضاً، بل يجب استباق ما في نفسه.
- مشاركة الغنى دون منة: مساعدة الإخوة في الغنى دون امتنان ولا تطاول أو تكبُّر.
- اجتذاب الصديق عند إعراضه: إذا ظهر منه نُبُوّ أو نقص، يجب على الصديق التواضع واجتذابه بدلاً من الأنفة (الاستكبار).
- عاقبة الجفاء: الجفاء يؤدي إلى انتقاض المودة وتحول الصديق إلى عدو، مع ما يترتب على ذلك من أضرار عظيمة.
- المداومة كشرط بقاء: الصداقة تحتاج إلى المراعاة المتصلة والمداومة عليها، مثل رعاية المركوب والمنزل للحفاظ عليها من الفساد والانهدام.
3. 🚫 محاذير تفسد الصداقة
- البخل بالعلم والأدب: التحذير من أن يبخل الصديق على صديقه بما يمتلك من علم أو أدب، أو أن يُظهر حب الاستبداد والاستئثار.
- فوائد الإنفاق من العلم: العلم يزكو على النفقة ويربو ويزيد على الإنفاق، أما البخيل فهو إما قليل البضاعة (خوفاً من نفاد علمه) أو مكتسب به (خوفاً من نقص مكسبه).
- عدم عيب الصديق والمقربين إليه: يجب الحذر من الانبساط المفرط الذي قد يؤدي إلى ذكر عيب في الصديق أو شيء يتصل به، حتى لا ينقلب عدواً.
- التحذير من النميمة وسماعها: النميمة أشد خطر على الصداقة، حيث يدخل الأشرار في صورة النصحاء وينقلون الأخبار محرفة مموهة لتشويه الأصدقاء.
- تشبيه النمام: تشبيه النمام بمن يحك بأظافره أصول البنيان القوية حتى يُدخل فيها المعول فيقلعها من أصلها.
💭 الفكر الضمنية
هذه هي المعاني التي لم تُذكر بشكل مباشر، لكنها مستفادة من سياق النص:
- الصداقة استثمار عميق: الصداقة ليست مجرد علاقة عابرة، بل هي أصل يحتاج إلى صيانة ومداومة كصيانة المنزل (دليل على قيمتها العالية).
- أخلاق الصداقة تدل على أخلاق الفرد: الحرص على آداب الصداقة ينبع من تهذيب الأخلاق والصدق الداخلي، والبخل أو الكبر في حق الصديق يكشف عن عيوب في النفس.
- الصدق أساس الثناء: القيمة الحقيقية للثناء على الصديق أو محبيه تكمن في توخي الصدق فيه، وأن يخرج من القلب لا للتصنع.
- خطر تحول الصديق إلى عدو: التأكيد على أن جفاء الصديق ينتج عنه ضرر عظيم وكبير، لأن من كان قريباً يعرف أسرارك وينقلب نفعه إلى ضره (لا تجد له خلفاً ولا عوضاً).
🔗 علاقات الجمل في نص آداب الصداقة
1. علاقة التعليل / السبب والنتيجة
تظهر هذه العلاقة بشكل واسع في النص لبيان حكمة التشريع الأخلاقي، وتجيب عن سؤال “لماذا؟”.
| الموضع في النص | الجملة (السبب) | الجملة (النتيجة / المعْلُول) | العلاقة |
| واجبات اللقاء | “تُظهر له … ما يزداد به في كل يوم وكل حال ثقة بمودتك وسكوناً إليك“ | “فإن التحفي الشديد عند طلعة الصديق لا يخفى.” | تعليل (لماذا تُظهر له الارتياح؟) |
| المداومة على الود | “فإن ذلك يجلب المحبة الخالصة“ | “والزم هذه الطريقة حتى لا يقع منك توانٍ فيها بوجه من الوجوه…” | تعليل (لماذا تلزم هذه الطريقة؟) |
| مشاركة الغنى | “فإنك إن أنفت من ذلك أو داخلك شيء من الكبر والصَّلَف عليهم“ | “انتقض حبل المودة وانتكثت قوته“ | نتيجة (نتيجة الكبر والأنفة) |
| خطر الجفاء | “فإن ضرر تلك (أي المركوب والملبوس) يختص بك بمنفعة واحدة“ | “وأما صديقك فوجوه الضرر التي تدخل عليك بجفائه وانتقاض مودته كثيرة عظيمة“ | تعليل (لماذا جفاء الصديق أعظم؟) |
| البخل بالعلم | “إذا بخل صاحب علم بعلمه“ | “فإنما ذلك لأحوال فيه كلها قبيحة“ | نتيجة (نتيجة البخل بالعلم) |
2. علاقة التوضيح / التفسير
تستخدم لتفسير مفهوم أو قاعدة عامة بجمل تفصيلية، أو للإيضاح بعد الإجمال.
| الموضع في النص | الجملة (الإجمال/الغموض) | الجملة (التوضيح/التفصيل) | العلاقة |
| تفسير الغنى | “وإن بلغت مرتبة من الغنى” | “فاغمس إخوتك فيها من غير امتنان ولا تطاول“ | توضيح (كيف تتصرف بالغنى) |
| آداب البخل بالعلم | “فإذا بخل صاحب علم بعلمه فإنما ذلك لأحوال فيه كلها قبيحة” | “وهي أنه إما يكون قليل البضاعة منه … وإما أن يكون مكتسباً به…“ | تفصيل بعد إجمال (بيان الأحوال القبيحة) |
| تحول العداوة | “وجوه الضرر التي تدخل عليك بجفائه وانتقاض مودته كثيرة عظيمة” | “ذلك أنه ينقلب عدواً وتتحول منافعه مضاراً فلا تأمن غوائله…“ | تفسير (تفسير سبب عظم الضرر) |
3. علاقة التشبيه / التمثيل
استخدم الكاتب التشبيه لإيصال الفكرة وتثبيتها في ذهن القارئ:
| الموضع في النص | الجملة المشبهة به (المثال) | الجملة المشبهة (الفكرة) | العلاقة |
| جلب المحبة | “وكما أن الحمام إذا ألف بيوتنا… يجلب لنا أشكاله وأمثاله“ | “فكذلك حال الإنسان إذا عرفنا واختلط بنا… بل يزيد على الحيوان غير الناطق…“ | تشبيه (لتأكيد قدرة حسن الخلق على جلب الناس) |
| المداومة على الود | “أن مركوبك وملبوسك ومنزلك متى لم تراعها مراعاة متصلة فسدت وانتقضت“ | “فإذا كانت صورة حائطك وسطوحك كذلك… فكيف ترى أن تجفو من ترجوه لكل خير“ | تمثيل (لتوضيح أن الصداقة تحتاج إلى صيانة مستمرة) |
| خطر النميمة | “ويشبهون صورة النمام بمن يحك بأظافيره أصول البنيان القوية حتى يؤثر فيها… ويقلعه من أصله“ | “ثم احذر النميمة وسماعها…“ | تشبيه (لتوضيح الأثر المدمر للنميمة) |
4. علاقة التوكيد / الإطناب
هي علاقة تأكيد المعنى وإعطائه الأهمية القصوى في ذهن المتلقي:
- التأكيد على المبادرة في الشدائد: “ولا تنتظرن بأن يسألك تصريحاً أو تعريضاً بل اطلع على قلبه واسبق إلى ما في نفسه” (أسلوب توكيد عن طريق النفي والاستدراك).
- التوكيد على واجب الضراء: “واعلم أن مشاركة الصديق في السراء – وإن كانت – واجبة فإن مشاركته في الضراء أوجب وموقعها عنده أعظم” (استخدام صيغة التفضيل “أوجب” للتوكيد).
- التوكيد على أهمية الصديق: “وكيف تحتمل ذلك فيه، وأنت عينه وقلبه وخليفته على الناس كلهم بل أنت هو” (توكيد بالمبالغة على وحدة الصديقين).
5. علاقة الاحتراس
تظهر في النص ليتحرز الكاتب من فهم خاطئ أو مبالغ فيه للقاعدة، لضمان صحة التطبيق الأخلاقي:
- الاحتراس من الملق: “وتثني عليهم من غير إسراف يخرج بك إلى الملق (المجاملة الزائدة) الذي يمقته عليك ويظهر له منك تكلف فيه.”
- الاحتراس من المنة: “فاغمس إخوتك فيها من غير امتنان ولا تطاول.”
❓ أسئلة نقدية حول نص “آداب الصداقة”
1. السؤال حول منهج الكاتب 🧠
| السؤال | الإجابة النموذجية |
| س1: اعتمد ابن مِسْكَوَيْه في نصه على تقديم القواعد والأوامر (“يجب عليك”، “ينبغي أن تفعل”، “احذر”)، مع تقديم التعليل والنتيجة. ما القيمة النقدية لهذا المنهج؟ | جـ: يُعد هذا المنهج منهجاً تربوياً إقناعياً متكاملاً. قيمة هذا المنهج تكمن في أنه لا يكتفي بإصدار الأحكام الأخلاقية الجافة (التي قد تُنسى)، بل يربط الواجب الأخلاقي بنتيجته العملية (التعليل). فهو يقنع القارئ بأهمية المداومة على الود لأن إهمالها يؤدي إلى “انتقاض حبل المودة” وتحول الصديق إلى “عدو”، مما يعطي للنص عمقاً فلسفياً عملياً وليس مجرد وصايا. |
2. السؤال حول مفهوم الملق والصدق 🎭
| السؤال | الإجابة النموذجية |
| س2: حذّر الكاتب من “الملق” والإسراف في الثناء، واشترط أن يتم الثناء بصدق. كيف يمكن نقدياً تحديد الخط الفاصل بين الثناء الصادق والملق المتكلَّف في الواقع العملي؟ | جـ: يضع الكاتب معياراً ضمنياً: النية الداخلية والاعتدال. يرى النقد أن الملق هو المجاملة الزائدة عن الحد والمخالفة للواقع والتي يشعر بها المتلقي كـ “تكلف” أو “تظاهر”. أما الثناء الصادق، فهو اعتراف حقيقي بمحاسن الآخرين بقدر معقول؛ والخط الفاصل يحدده الكاتب بقوله: “وإنما يتم لك ذلك إذا توخيت الصدق في كل ما تثني به عليه“. |
3. السؤال حول الأولويات الأخلاقية ⚖️
| السؤال | الإجابة النموذجية |
| س3: أكد الكاتب على أن “مشاركة الصديق في الضراء أوجب وموقعها عنده أعظم”. ما هو المغزى النقدي لهذه الأولوية في سياق آداب الصداقة؟ | جـ: المغزى النقدي هو أن المحبة الحقيقية تُقاس بالشدة لا بالرخاء. الصداقة في الرخاء سهلة ومنتشرة، لكن التضحية بالنفس والمال والمبادرة دون سؤال لمواساة الصديق في الضراء هي البرهان العملي على صدق المودة. بالتالي، الكاتب هنا يعطي الأولوية لـ الجانب الوجداني والعملي الصعب في العلاقة ليُميّز الصديق الحق. |
4. السؤال حول البخل بالعلم 📚
| السؤال | الإجابة النموذجية |
| س4: ربط الكاتب البخل بالعلم بأنه ناتج عن “أحوال قبيحة” في نفس العالم (كخوفه من نفاد بضاعته أو نقص مكسبه). هل يمكن نقدياً اعتبار هذا الحكم مطلقاً، أم أن هناك حالات أخرى للبخل؟ | جـ: يُعد الحكم غالباً وصحيحاً في سياقه، لكنه ليس مطلقاً. نقدياً، قد توجد حالات أخرى، مثل: الحفاظ على الأسرار المهنية أو عدم إفشاء علم لا يصلح لعامة الناس، أو ربما توقيت العطاء (أي أن الصديق لم يجهز بعد لاستقبال هذا العلم). لكن الكاتب يركز على الدافع الأخلاقي السلبي (الجبن أو الطمع) لأن غرضه هو تهذيب النفس لا تصنيف العلوم. |
5. السؤال حول وحدة الصديقين 👤
| السؤال | الإجابة النموذجية |
| س5: قال الكاتب مخاطباً صديقه: “بل أنت هو“، وذلك في سياق التحذير من عيبه أو عيب ما يتصل به. ما هي الدلالة الفلسفية والأخلاقية لهذا التعبير؟ | جـ: هذا التعبير له دلالة فلسفية عميقة تعكس نظرية أفلاطون وأرسطو القديمة عن الصداقة: وحدة النفسين. نقدياً، هي دعوة إلى الاندماج النفسي والاعتباري؛ أي يجب أن يعتبر الصديق أن الإساءة إلى صديقه أو إلى من يحبهم هي إساءة مباشرة لذاته وكرامته. وهذا التوكيد يبرر لماذا ينقلب الصديق عدواً بسرعة إذا بلغه أن صاحبه عابه. |
س1: ما هي أبرز الخصائص الأسلوبية التي تميز نص ابن مِسْكَوَيْه؟
جـ: يتميز الأسلوب بـ:
1. الطابع التعليمي والإرشادي: يظهر عبر استخدام الأفعال الأمرية والتحذيرية (“يجب عليك”، “ينبغي”، “احذر”).
2. الوضوح والدقة: الجمل واضحة ومباشرة، خالية من التعقيد اللفظي، وتهدف إلى إيصال المعنى الأخلاقي دون مواربة.
3. الإقناع المنطقي: يعتمد على ربط السبب بالنتيجة والواجب بالعواقب لتثبيت المبدأ.
📝 أسئلة اختيار من متعدد حول آداب الصداقة
1. واجبات الصديق في الشدة والرخاء
| السؤال | الخيارات | الإجابة الصحيحة |
| س1: ما هو واجب الصديق في أوقات الرخاء كما ورد في النص؟ | أ. أن يظهر التحفي الشديد في عينيه وحركاته. ب. أن يكثر من الثناء المبالغ فيه. ج. أن يقلل من تفقده خشية إزعاجه. د. أن يلتزم الصمت والحياء. | أ. أن يظهر التحفي الشديد في عينيه وحركاته. |
| س2: يرى الكاتب أن مشاركة الصديق في الضراء (المصائب): | أ. مساوية لمشاركته في السراء. ب. عمل مستحب وليس واجباً. ج. أوجب وموقعها عنده أعظم. د. تكون بالمال فقط دون النفس. | ج. أوجب وموقعها عنده أعظم. |
| س3: ما المقصود بـ “أن تلقاه بالوجه الطلق والخُلق الرحب“؟ | أ. أن تُكثر من المجاملة المفرطة. ب. أن تُقابله بالبشاشة والتسامح. ج. أن تُعامله رسمياً دون تفريط. د. أن تظهر له القوة والثبات. | ب. أن تُقابله بالبشاشة والتسامح. |
| س4: الواجب على الصديق عند إصابة صديقه بمصيبة هو: | أ. انتظار أن يسأله الصديق المساعدة تصريحاً. ب. تقديم العزاء ثم الانصراف. ج. المبادرة إلى قلبه والسبق إلى ما في نفسه لتخفف عنه. د. مواساته بالمال فقط دون مشاركته الألم. | ج. المبادرة إلى قلبه والسبق إلى ما في نفسه لتخفف عنه. |
2. محاذير يجب تجنبها
| السؤال | الخيارات | الإجابة الصحيحة |
| س5: حذر الكاتب من الإسراف في الثناء الذي يخرج إلى: | أ. الصدق. ب. التكلف. ج. الملق. د. الصَّلَف. | ج. الملق. |
| س6: ما الذي يؤدي إلى انتقاض حبل المودة وانتكاس قوتها؟ | أ. كثرة المراسلة والاجتماع. ب. الأنفة والكبر والصَّلَف على الإخوة. ج. البخل في الضراء دون السراء. د. الإفراط في الجد والإخلاص. | ب. الأنفة والكبر والصَّلَف على الإخوة. |
| س7: شبه الكاتب النمام في إفساد المودة بمن: | أ. يوقد النار تحت الرماد. ب. يحك بأظافيره أصول البنيان القوية. ج. يضرب الأمثال الكثيرة. د. يزرع الشوك بين الورد. | ب. يحك بأظافيره أصول البنيان القوية. |
| س8: يرى الكاتب أن البخل بالعلم نابع من إحدى الصفتين القبيحتين التاليتين: | أ. الزهد في الدنيا والتقشف. ب. الحرص على المال أو الخوف من نفاد العلم. ج. الانشغال بالعمل عن النشر. د. الإيجاز والاختصار في الشرح. | ب. الحرص على المال أو الخوف من نفاد العلم. |
3. مفاهيم ومعاني
| السؤال | الخيارات | الإجابة الصحيحة |
| س9: المقصود بـ “فاغمس إخوتك فيها من غير امتنان ولا تطاول“: | أ. لا تعطهم المال إذا طلبوا. ب. شاركهم الغنى دون تذكير بالجميل أو تكبر. ج. شاركهم الغنى لكن بمنة وفضل. د. ابتعد عنهم حتى لا يطمعوا في مالك. | ب. شاركهم الغنى دون تذكير بالجميل أو تكبر. |
| س10: العلاقة بين الجملة: “فإن مشاركته في الضراء أوجب” والجملة: “موقعها عنده أعظم” هي علاقة: | أ. ترادف وتفسير. ب. نتيجة وتعليل. ج. تشبيه وتوضيح. د. إجمال وتفصيل. | أ. ترادف وتفسير. |




